للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كرامات وخدم زاويته (١). وفي سنة ١٨٦٠ وصف هنري دوفيرييه زاوية سيدي سالم بأنها ذات منارة طويلة تشرف على سوف كلها وأنها تقع قرب ساحة السوق، وأنها تتبع زاوية طولقة، أما الضابط كوفيه COUVET (المكتب العربي بالوادي) فقد كتب حوالي ١٩٠٧ بأن زاوية سيدي سالم لم تتدخل في سياسة فرنسا الصحراوية، هذا في ظاهر الأمر (٢). ومن مقدمي الرحمانية في قمار الشيخ سعيد (المعروف سي سعيد). وقد أطلق اسمه على مسجد بها ما يزال قائما، وهو أحد أقاربنا من جهة الأم.

وظهر في الأوراس فرعان للرحمانية، هما فرع واحة المصمودي بقيادة الصادق بن الحاج وفرع الدردورية بقيادة الهاشمي دردور، ونلاحظ أن للرجلين علاقة بأحداث الجزائر وأنهما تعرضا إلى السجن والنفي معا، بسبب جلادهما ضد الاحتلال، فهما إذن من الفروع الرحمانية المناضلة، أما الشيخ الصادق بن الحاج فقد كان عمره ٦٩ سنة ١٨٥٩ وبذلك يكون من مواليد ١٧٩٠، وقد أخذ الطريقة الرحص نية على شيخه محمد بن عزوز، ولعله قد حج معه سنة ١٢٣٢ هـ، وكان الصادق بن الحاج كثير الحماس للطريقة


(١) اسم الرسالة الكامل (البحر الطافح في بعض فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح). رأيناها مخطوطة، وقد نقل منها الحفناوي، مرجع سابق، ٢/ ٣٩٩، وذكر محمد البهلي النيال (في الحقيقة التاريخية) ص ٣٣٧ عددا من زوايا الرحمانية في تونس، ونوه بزاوية نفطة التي اعتبرها من إنشاء مصطفى بن عزوز، وقد أخبر أن وفاته كانت سنة ١٨٦٥ (١٢٨٢) وأنه دفن بزاويته، ولهذه الزاوية فروع منها واحدة بسليانة وزاوية الحاج مبارك بتالة، وزاوية ابن قضوم (عظوم؟) بالقصرين، ولها فروع أخرى بتونس (أي الرحمانية) مثل زاوية سيدي محمد البشير المتوفي ١٤٤٢ (!). وهي ترجع إلى الحاج البشير المغربي الذي انضم إلى الأمير عبد القادر، (وقد ذكره مرة أخرى على أنه البشير الزواوي). وزاوية ابن عيسى بالكاف وزاوية عين الصابون في تونس، ومؤسسها هو محمد الصالح الحمراني، وزاوية القسطلي بباجة، وغيرها، انظر ترجمة البشير الزواوي (المغربي) في ابن أبي الضياف، انظر عنه النيال، ص ٣٠٩ - ٣١٠.
(٢) كوفيه، مجلة الجمعية الجغرافية S، G، A، A، N، ١٩٣٤، ص ٢٥٢،

<<  <  ج: ص:  >  >>