للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن قديم رغم صغره. وآخر وكيل له سماه الداي حسين حوالي ١٨٢٥، وهو الشيخ محمد بن مصطفى غرناوط الذي سيرد اسمه بين علماء الوقت في عهد الاحتلال أيضا. ويقول ديفوكس إنه كانت لهذا الجامع أوقاف متواضعة. وليت شعري كيف عاش بهذه الأوقاف ثلاثة قرون ولم يعش بها إلا بضع سنوات في عهد الاحتلال. فقد عطلته سلطات الاحتلال سنة ١٨٣٦ وجعلته جزءا من المستشفى المدني. وبعد سنتين جعلته جزءا من المخزن المركزي للمستشفيات العسكرية (١). ويذهب أوميرا إلى أن هذا الجامع قد بقي إلى سنة ١٨٩٨ في وظيفته المذكورة وأخبر أن جزءا منه قد أعيد بناؤه. وكان يقع في شارع أورليان (٢). ولكننا لا نعرف جامعا بذلك الاسم بعد ذلك.

٢٨ - مسجد الملياني: هذا المسجد كان سيء الحظ منذ أول الاحتلال. فقد عطلته السلطات الفرنسية عن أداء مهمته الإسلامية منذ ١٨٣٠، كما يقول ديفوكس، وتركه للاهمال والاندثار. ويفهم من هذا أنه ترك بدون وكيل وبدون أوقاف وصيانة، فساءت حاله. ولم تأت سنة ١٨٤٠ حتى هدم مع بنايات أخرى مجاورة له، بدعوى فتح طريق عمومي (٣). ولا نعرف مكان هذا المسجد بالضبط، لأن أوميرا أيضا لم يذكره، رغم أن من عادته تحديد المواقع.

٢٩ - مسجد سيدي عبد الرحمن الثعالبي: وهو غير المسجد والضريح المعروفين اليوم. فهو مسجد صغير، له أوقافه الخاصة، وله موظفوه من


(١) ديفوكس، ١٢٧. ولم يذكر كلاين شيئا عن مصيره.
(٢) أوميرا، ١٨٤، أشار كلاين إلى مصلى (مسجد) الجنائز حيث يصلى على الميت قبل دفنه في مقبرة باب الواد. وقال إن هذا المسجد يقع غير بعيد من بوطويل وضريح الشيخ الثعالبي، وأن له منارة وقبتين، وإن الذي بناه يدعى محمود الذي كان رئيسا للوجق سنة ١٦٧٥. هذا الجامع حوله الفرنسيون إلى ثكنة سنة ١٨٣٠ ثم هدموه سنة ١٨٦٢ لإنشاء الليسيه الفرنسي.
(٣) ديفوكس، ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>