للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأهالي، كقوله إن الجيش الفرنسي قد توجه إلى المشرق ١٨٥٤ بهدف عزل السلطان العثماني (١). وفي ضوء خبرته بالشؤون الأهلية أبقاه القادة العسكريون لإقليم قسنطينة إلى جانبهم، ثم أصبح منذ الحكم المدني ١٨٧١ ملحقا بالحاكم العام الأميرال ديقيدون في العاصمة، وقد أبقاه الجنرال شانزي ١٨٧٣ - ١٨٧٨ أيضا في نفس المنصب.

وأثناء سنواته الطويلة في إقليم قسنطينة جمع فيرو وثائق كثيرة حول تاريخ الإقليم ومدنه وأهله وآثاره. ونشر عنه في مجلتي (روكاي) التي كانت تصدر بقسنطينة، و (هيبون) التي كانت تصدر بعناية. وبعد انتقاله إلى العاصمة ساهم في الجمعية التارخية التي كانت تصدر المجلة الافريقية، وقد تولى رئاستها بين ١٨٧٦ - ١٨٧٩. وخلال ذلك كلفته الحكومة الفرنسية بمسؤوليات دبلوماسية في طرابلس وتونس، كما كلفته بمرافقة السفير الفرنسي المبعوث سنة ١٨٧٧ إلى سلطان المغرب. وكانت مهمته تتلخص في محاربة النفوذ الانكليزي والايطالي في طرابلس وتونس. وكان الانكليز والايطاليون يريدون الحلول محل الفرنسيين هناك. وأثناء وجوده في طرابلس كتب حوليات هامة. وكان فيرو في طرابلس عندما وقع احتلال فرنسا لتونس واحتلال الانكليز لمصر، وحدثت ثورة بوعمامة بالجزائر وثورة عرابي باشا في مصر، وثورة المهدي في السودان. وفي ١٨٨٤ فير عينته حكومته وزيرا مفوضا في طنجة، وبعد سنة رافق سفارة مغربية إلى فرنسا، وهي السفارة التي رجعت إلى المغرب عبر الجزائر ١٨٨٥. وقد توفي فيرو في طنجة في ديسمبر ١٨٨٨ (٢).

أما مؤلفات فيرو فهي كثيرة، وكلها تقريبا قائمة على الترجمة من


(١) كانت فرنسا عندئذ تشترك في حرب القرم ضد روسيا التي كانت في حرب مع الدولة العثمانية. وقد شاركت فرقة جزائرية تحت العلم الفرنسي في هذه الحرب لنصرة الدولة العثمانية، واستغلتها فرنسا لصالحها في الجزائر. انظر الحركة الوطنية ج ١.
(٢) بيزان L. Paysant (المجلة الإفريقية)، ١٩١١، ص ٥ - ١٥. عندما تولى ديقرامون سنة ١٨٧٩ رئاسة الجمعية التاريخية بقي رئيسا فيرو شرفيا لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>