للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد صوالح عن قصيدة مصطفى الثابتي في مشاركة الجزائريين في الحرب العالمية، وكلتا القصيدتين من الأدب الشعبي. يضاف إلى ذلك ترجمة بعض الأشعار والأغاني الزواوية من قبل عمر بوليفة في موضوعات مختلفة (١).

...

[الترجمة إلى العربية]

لم تكن الترجمة من الفرنسية إلى العربية هدفا للفرنسيين. ولذلك عملوا كل ما في وسعهم على تعلم العربية الدارجة ثم الفصيحة، والترجمة منها إلى الفرنسية. فنقل التراث الشفوي والمكتوب على يد التراجمة العسكريين والعموميين في البداية وعلى يد المستشرقين في مرحلة لاحقة كان هو الهدف. ذلك أن اللغة الفرنسية كانت هي المقصودة بالإثراء والانتشار، لأنها لغة الإدارة الجديدة والمحاكم والسيادة، كما قالوا.

ولكن هذا لا يعني أن الفرنسيين لم يوصلوا بعض معارفهم ومقاصدهم بلغتهم إلى الجزائريين أحيانا. ونقول (البعض) و (أحيانا)، لأن ما ترجم من الفرنسية إلى العربية وما حرص عليه الفرنسيون حتى يصل إلى الجزائريين هو نوع معين من المعارف، أي القرارات الرسمية، والإجراءات الصحية، والنصائح المتعلقة بالفلاحة وتربية الحيوانات، والأخبار الدعائية المضادة لإشاعات محلية أو واردة من المشرق، والترغيب في تعلم اللغة الفرنسية وعلومها. وإذا تاملنا في نوعية هذه الأخبار فإنا نجدها كلها تخدم المصالح الاستعمارية وتذيع فكرة التبعية والتعلق بفرنسا وثقافتها.

بدأت الترجمة إلى العربية في البيان الذي وزعه الفرنسيون على الجزائريين عشية الحملة والذي تعاون عليه بعض المستشرقين، منهم دي


(١) انظر الجزء الثامن، فصل الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>