للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو سئل الفرنسيون الأولون (كلوزيل وبوجو ...) ماذا كنتم تطمحون إليه من وراء إرسال الجزائريين إلى فرنسا وما هي رسالتكم في الجزائر بعد ذلك لما زادوا كثيرا عما عبرت عنه (صوت المستضعفين) بعد حوالي قرن. فقد بلغت الدعوة إلى الاندماج أوجها خلال الثلاثينات مع مشروع فيوليت، ثم أخذت تنهار أمام الوعي الوطني وفتوى ابن باديس ضد التجنس وانتشار التعليم. ويذهب مالك بن نبي إلى أن النخبة الاندماجية قد امتازوا عن سواهم بفضل ثراتهم أو اتصال آبائهم بالإدارة، مما سهل عليهم دخول الثانويات. وقد أخذ معظم خريجي المدارس الشرعية الثلاث ينقضون عن النخبة الاندماجية لصلة خريجي هذه المدارس بالقضاء الإسلامي من جهة، ولانتمائهم الديني الذي (يأخذ بهم في قليل أو كثير) (١).

محمد صوالح: المعلومات التي نملكها حتى الآن عن محمد صوالح قليلة. ويبدو أنه كان من خريجي المدارس الشرعية الفرنسية (أو الليسيه) ومن المتحمسين للاندماج، ولكننا لا نعرف ما إذا كان قد تجنس. وكتاباته تدل على أنه كان أقرب إلى الاستشراق منه إلى مؤلف مسلم. وربما كان من مواليد مستغانم. وكان على اطلاع بأحوال (المجتمع الأهلي) حسب التعبير الفرنسي عندئذ، فكانت كتاباته كلها تقريبا تصب في تعريف الفرنسيين بخواص وخصائص هذا المجتمع من تقاليد ودين وعقائد وتاريخ فولكلور.

وأول إشارة وجدناها عنه وهو معلم في مدرسة ترشيح المعلمين (النورمال) سنة ١٩٠٧ حين كتب مقالة في المجلة الافريقية عن الصوم عند المالكية مستخرجا ذلك من رسالة ابن أبي زيد القيرواني. وكان عمله في الأساس ترجمة للجزء الخاص بالصوم من الرسالة، ثم ملاحظات وتعاليق حول شهر رمضان في الجزائر استقاها من تلاميذه. ومن رأيه أن رمضان في


(١) مالك بن نبي (الطفل)، ص ١٥٣. ولنشر إلى أن للفاسي بعض المؤلفات التي تاولناها في جزء آخر. يبدو مالك بن بني لينا مع خريجي المدارس العربية - الفرنسية لأنه منهم. ولعله كان يقيس الأمر على نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>