للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعضاء في جمعيتها. وأقدمهم عضوية فيها ترجع إلى سنة ١٩٢١ فقط (بعد سبعين سنة من صدور المجلة) وهو مولود بن باديس الذي كان محاميا. وقد اشتملت القائمة على ذكر عدد من المهن مثل المحاماة والطب والصيدلة والتجارة والقيادة والنيابة والتملك بالأرض والترجمة، ومراقبة البريد والقضاء والطب في الحرب. ومن المترجمين نجد علي خوجة عباس، وخليل بن خليل. وليس بين الجزائريين أحد في الرئاسة الشرفية ولا المكتب ولا أعضاء الشرف، وإنما نجد واحدا فقط في لجنة المخطوطات وهو ابن الفكون (١). وهؤلاء جميعا كان يعتبرهم الفرنسيون من البرجوازية الأهلية أو الانتلجنسيا.

وفي منتصف الخمسينات من هذا القرن نشر غوستاف ميرسييه فصلا في كتاب طبع تحت إشراف الحكومة العامة، اعترف فيه بجهود بعض العلماء المسلمين (الجزائريين) في الجمعيات الفرنسية. وذكر أسماء أحد عشر منهم، ثم قال إن هناك (غيرهم كثير)، واعترف بأن لهم ا (ثقافة فرنسية/ إسلامية وروحا للبحث جعلت منهم أمثلة ممتازة). وإذا كانت أسماء مثل محمد بن أبي شنب وسعد الدين بن أبي شنب (ابنه) وبلقاسم بن سديرة، ومحمد الحاج الصادق، وأبي بكر عبد السلام، ومحمد صوالح معروفة، فإننا لا نعرف الآن الجهود (العلمية) التي قدمها سليمان رحماني، ومحمد الأخضر، والعربي المسعودي وعبد الحميد حميد، وعبد السلام مزيان (وجميعهم مذكورون في القائمة). ومن جهة أخرى نوه ميرسييه بأعمال بعض الرسامين والفنانين، ومنهم محمد راسم صاحب المنمنات (٢). وهذا اعتراف متأخر جدا من الفرنسيين بجهود الجزائريين في البحث والفن. فقد جاء عندما كانت الثورة على أشدها.

لقد توقع لورى بوليو سنة ١٨٨٦ أن يشهد فاتح القرن العشرين بين


(١) انظر مجلة (روكاي)، قسنطينة، ١٩٣٠. ولعله هو ابن أو حفيد أحمد الفكون الذي تحدثنا عنه في هذا الفصل والذي قلنا إنه كان متجنسا. انظر أيضا عنه المكتبات.
(٢) غوستاف ميرسييه (اكتشاف الجزائر العلمي) في كتاب (مدخل إلى الجزائر) نشر الحكومة العامة، ١٩٥٧، ص ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>