للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العناوين على حدة الطبع وقوة الكلمات المستعملة ضد الخصوم. من ذلك رد أحمد المجاهد الغريسي - وهو من عائلة بو طالب - على خصمه (الذي لا نعرفه الآن) في مسألة الصيام أيام العيد. وقد سمى الأرجوزة التي نظمها للمناسبة: (زبرة الحداد لدق عنق صائم الأعياد) (١). وكان أحمد المجاهد قاضيا.

١٢ - وكتب أحمد المجاهد نفسه رسالة سماها (الإنصاف في رد اعتراضات السفساف ونصر ابن الحفاف) وسبب كتابة هذه الرسالة يرجع إلى خلاف وقع بين علي بن الحفاف مفتي المالكية وأحد علماء المشارف، وهو محمد المصطفى المشرفي. فقد ألف المشرفي رسالة سماها (الإشراف في الرد على الحمار الهفهاف) وطبعها سنة ١٨٦٣، ويبدو أنه كان قاسيا على خصمه فيها (٢). وأصل المسألة خلاف حول ثبوت هلال رمضان. وقد تبادلا الرأي واشتد الخلاف بينهما. ويدو أن المشرفي قد أساء الأدب مع ابن الحفاف. ورغم أننا لا ندري ماذا كتب ابن الحفاف في الموضوع فإن تلميذه أحمد المجاهد قد تولى الدفاع عنه بعبارات ساخرة وأحيانا جارحة ضد المشرفي، رغم أنهما من بلدة واحدة. وبعد أن كتب أحمد المجاهد رسالة الإنصاف (٣)، رد عليه المشرفي برسالة سماها (السهام الصائبة في رد الدعاوى الكاذبة) ولكن أحمد المجاهد لم يستسلم وكتب رسالة أخرى في الرد عليه سماها (الحسام في تكسير السهام).

قلنا إن أحمد المجاهد كان تلميذا لابن الحفاف. وكان قاضيا في عدة


(١) تقع في ٥٣ بيتا. ولا ندري إن كانت قد طبعت. مراسلة علي أمقران ٨ غشت، ١٩٨٠.
(٢) ط. حجرية، الجزائر ١٨٨٣ (؟). يذهب البوعبدلي إلى أنه هو أبو حامد العربي المشرفي، من رسالة أرسلها إلي من بطيوة في ١٤ مارس ١٩٨٤. وذلك بعيد في نظرنا. وقد برر ذلك أن المشرفي (أبو حامد) كان يتردد على الجزائر، ومع ذلك فإننا لا نعرف من هو محمد المصطفى المشرفي المقصود. انظر تعريف الخلف ٢/.
(٣) ط. الجزائر، سنة ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>