للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجال الجمهورية الفرنسية. وكان سيسمي رسالته (إرشاد الفريقين إلى ما به إصلاح ذات البين). ويكاد الإنسان يرى أن الشيخ ابن زكري كان موعزا له بكتابة كتابه في وقت كان فيه الفرنسيون يخشون من حدوث ثورة أخرى إذا قامت حرب أوروبية. وقد جاء بالآية التي تقول: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة}. وقال إن الجزائر قد تداولت عليها الدول، وأحدثها هي الدولة الفرنسية، وإذن فلا فائدة من الثورة. ولعل أهم الفصول هو الثالث الذي تحدث فيه عن عمارة الزوايا في نظره (١).

٨ - روح وفلسفة الشريعة الإسلامية: ألفه أبو بكر عبد السلام بن شعيب، وكان كوالده قاضيا ومدرسا بتلمسان. كان من هذه الفئة التي تأثرت بالثقافة الفرنسية والمحافظة مع ذلك على روابطها مع التراث العربي الإسلامي. وقد شارك أبو بكر في عدة مؤتمرات، وألقى عدة بحوث وكتب بعض المقالات حول الموضوع أعلاه، ومنه تدوين الفقه الإسلامي ومسألة العرف بتلمسان. ولكن طموحه، فيما يبدو، كان أكثر من إمكاناته الفكرية. فرغم جهوده لم يؤلف عملي ذا قيمة. ولكن أثره يرجع إلى سمعة والده، وسمعة شيخه وزميله المستشرق ألفريد بيل، وازدواجية لغته وثقافته في فترة ظهور ما أطلق عليه اسم النخبة. ولذلك نميل إلى تعليق الان كريستلو عندما قال عن رسالة (روح وفلسفة الشريعة) إنها تذكر الإنسان بعنوان كتاب مونتسكيو (روح القوانين)، ولكن شتان بين المؤلفين (٢).

٩ - علاقة الدين بالفلسفة، بحث لعبد الحليم بن سماية، قدمه سنة ١٩٠٥ إلى مؤتمر المستشرقين ١٤ بالجزائر. وكان عبد الحليم معروفا، في الساحة الفكرية منذ آخر القرن الماضي، ربما بشهرة والده علي بن سماية، وقد كان فنانا ومدرسا ومصححا في المبشر. كما أنه اكتسب شهرة بنزول الشيخ عبده في داره سنة ١٩٠٣ مدة الزيارة التي دامت عشرة أيام. ويفهم من


(١) طبع أوضح الدلائل بالجزائر، ١٩٠٣.
(٢) ظهرت رسالة أبي بكر، في تلمسان سنة ١٩٠٤ بالفرنسية. انظر كريستلو (المحاكم الإسلامية)، ص ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>