للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاوي) الذي قال إنه يستهلك بكثرة في الجزائر. ومن الأعشاب التي قال عنها إنها طرقة وتباع في سوق شارو (عمار القامة حاليا) بالعاصمة: السدابة Sedab والفجلة، وفي القائمة التي ذكرها هناك ١٢٠ اسما للأعشاب الجافة وحوالي ٦٠ اسماه من النباتات الطرية (١).

وقد قام محمد بلعربي بإعداد أطروحته عن (الطب العربي في الجزائر) وناقشها سنة ١٨٨٤. ثم في آخر القرن (١٨٩٦) ناقش الدكتور أرموند ريشاردو A. Richardot أطروحته وعنوانها (الممارسات الطبية لأهالي الجزائر).

ويمكننا مواصلة ذكر نماذج أخرى صدرت بعد فاتح القرن، ولكن تجب الإشارة إلى أن اهتمام الفرنسيين بالطب الشعبي كان في الخمسين سنة الأولى للاحتلال أثناء حرصهم على معرفة الجزائريين، أما منذ فان القرن فقد ساد الطب الحديث ودخل بعض الجزائريين المجالات الطبية والصيدلية، وانحصر الطب الشعبي في السحر والخرافات في الأرياف خاصة، كما ستلاحظ.

...

ولنقل كلمة عن كتاب بيرتيراند الذي يعتبر ربما أوفى كتاب عن (الطب والنظافة الصحية عند العرب) في منتصف القرن الماضي. وقد قال المؤلف إنه عمل في مختلف المكاتب العربية بين ١٨٤٨ - ١٨٥٣ وكلف بإنشاء الملجأ الطبي الإسلامي في العاصمة. وبذلك تمكن من جمع المعلومات والمصطلحات وأسرار الطب الشعبي، وتعلم العربية الدارجة. وفي المقدمة قال إن الجزائر من المستعمرات الجديدة ولا يمكن لفرنسا أن


(١) نفس المصدر، ص ٨١ - ٨٢. انظر أيضا في نفس المصدر ما ذكره الدكتور بايلن BAELEN عن حالة الطب والصحة في سوف وتقرت وغيرهما عبر رحلة قام بها في سطيف وبوسعادة والديس وبسكرة. انظر القازيت أعداد ٢٥ مايو، ٢٢ مايو، ٢٠ مايو، ١٨٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>