للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوميات ولا بد أن يكون ذلك في فائدة الزواوة والتعريف بمآثرها، ولأن كل أمة جاءت لتدرس تاريخها وجغرافيتها، والإشادة بمواقف الزواوة في مختلف المناسبات، وإعانتهم للأمير عبد القادر سواء أثناء مقاومته أو أثناء تدخله في فتنة الشام، وإشادة الأمير بهم. وقول الزواوي (الرجل هو الذي يخدم جنسه وملته) مخاطبا بذلك الشيخ طاهر حاثا له على كتابة كتاب يحمل اسمه اللامع ليترجم الكتاب إلى الفرنسية وليقرأه الناس في اللغتين ويعرفوا عن الزواوة الكثير من خلاله. ويدخل في هذا الحث والمقارنة قول الشيخ أبي يعلي إن الفرنسيين والإنكليز خدموا (الجنس والأمة والوطن ففازوا وملكوا العالم) (١).

٧ - تاريخ أو تقييد كتبه محمد البابوري، سنة ١٨٤٨. والبابوري يظهر أنه شخصية متعلمة جيدا، ومن أهل قسنطينة عند احتلالها. وقد ألف كتابه الذي نجهل عنوانه بطلب من المستشرق شيربونو (؟). وقد أشار إلى ذلك فايسات. وكان شيربونو قد حل بقسنطينة في الخمسينات عند إنشاء كرسي (حلقة) اللغة العربية. ولم يصف لنا فايسات عنوان الكتاب ولا حجمه ولا أهميته بالمقارنة مع غيره. ولا ندري هل الكتاب في تاريخ قسنطينة العام أو يتناول فترة منه فقط. ورغم قول فايسان إن البابوري شخصية متعلمة فإننا لا نجد له ذكرا إلا نادرا في الوثائق المعاصرة التي اطلعنا عليها. ومهما كان الأمر فإن فايسات قد جعله من بين مصادره عندما كتب تاريخ قسنطينة تحت حكم البايات العثمانيين، ولعله ضاع معه (٢).

٨ - تاريخ آخر ألفه مصطفى ابن جلول واعتمد عليه أيضا فايسات في كتابه المذكور. ومصطفى بن جلول من عائلات قسنطينة الشهيرة، منذ القرن السابع عشر. وأصلهم، حسب بعض المراجع، من المغرب، وكانوا يسمون بابن عبد الجليل. وتولوا الوظائف السامية في الإدارة، ومنها وظيفة الفتوى


(١) بالإضافة إلى ما كتبناه عن المشروع في أبحات وآراء، انظر المخطوطات التيمورية، مصر، رقم ٩٥٦ تاريخ.
(٢) فايسات (روكاي) ١٨٦٧، ص ٢٤٧ - ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>