للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعض، وازدواجية القضاء بحيث يكون قاض خاص بالمسلمين وآخر خاص بالفرنسيين في كل مدينة ومكان. وهناك وصايا أخرى تضمنتها الرسالة حول نظام الجيش، والأرض، والعلاقات العامة، من أجل جعل الجزائر مزدهرة. وكل ذلك سيكون في نظره تحت السلطة الفرنسية والمساعدة العربية. ونعتقد أنه توصل إلى هذه النتيجة لكي يحاول التخفيف عن نفسه من السجن والمنفى. ويظهر الحسين بن عزوز في رسالته معاديا (للأتراك) وبقاياهم في الجزائر. وقد حذر من الاهتمام بنشاط الحاج أحمد باي - وكان ما يزال في الأوراس عند كتابة الرسالة، ولم يستسلم إلا سنة ١٩٤٨ - وإبراهيم باي (الكريتلي؟)، وأحمد بومزراق (ابن الباي السابق على المدية: مصطفى بومزراق) (١).

٣ - تاريخ أبي حامد المشرفي المسمى: ذخيرة الأواخر والأوائل. ويظهر من عنوانه أنه تاريخ عام يشمل غير الجزائر أيضا، حتى أن محمد المنوني الذي رأى الكتاب واستفاد منه، قال إنه في ستة أبواب وإن أربعة منها قد أوجزت تاريخ ما قبل الإسلام، بداية من آدم عليه السلام. ويبدو أن المشرفي من المهتمين بالتاريخ حقيقة وله حاسة تاريخية كبيرة. ولو تعلم مناهج البحث وعاش في بيئة متطورة لأنتج أعمالا تاريخية ذات قيمة ليس في موضوعاتها وأحجامها ولكن في آرائها وتحاليلها. ولكنه عاش في زمن متقلب ودرس دراسة مبعثرة، وكان معتمدا على نفسه وحاسته التاريخية ومحفوظاته. وناهيك برجل قضى جل حياته معلما للصبيان ليجلب الرزق له ولأهله. وقد توفي سنة ١٨٩٥ في الوقت الذي دخلت فيه الجزائر مرحلة جديدة من تاريخها على يد النخبة المتعلمة أمثاله والتي دخلت في صراع مع السلطة الفرنسية من أجل التعليم والنيابة والحقوق المدنية والدينية


(١) انظر عبد الحميد زوزو، ملاحق أطروحة الدكتوراه. وكذلك يحيى بوعزيز (دور بعض الزعماء في الشرق الجزائري ...)، في مجلة الأصالة. وقد اطلعنا على الرسالة في أرشيف إيكس - فرنسا - وصورناها سنة ١٩٨٢ ثم ضاعت منا في قصة المحفظة المشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>