للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل أمة وقبيل، الذي لولاه ما عرفت سير الملوك والعظماء، ولا حفظت تراجم العلماء والحكماء. وأن من أبدع مصنفاته وأحسنها، وأجل مؤلفاته وأتقنها، السفر المسمى (بتعريف الخلف برجال السلف) ... كتاب جليل الموضوع، أحيا به مجد علماء القطر ... وقد قلنا أبياتا في مدح المؤلف وتأليفه:

حبذا عقدا جمان ودرر ... صاغه الحبر الجليل المعتبر

وكفانا شاهدا إبرازه ... تحفة في العصر تسبى من نظر

ضمنها تعريفه بالعلما ... من رجالي ذكرهم ويجلى الكدر

جملوا (الغرب) وأعلوا قدره ... وهم للغرب نعم المفتخر (١)

وقد قرظ الشيخ ابن عبد الرحمن أيضا منظومة (ستر العورة) للشيخ الطاهر العبيدي سنة ١٣٣٧ هـ (١٩١٨ م). ولم نطلع على هذا التقريظ، غير أننا اطلعنا على تقريظ عبد الحميد بن باديس للمنظومة نفسها. فيقول ابن باديس: (وبعد فإني بعد أن سمعت هذه المنظومة من مؤلفها العالم العلامة الشيخ سيدي الطاهر بن العبيدي قلت هذه الأبيات خدمة للعلم وإشادة بفضل هذا الرجل العظيم، ومنظومته المزرية بالدر النظيم، على حسب ما سمح به الخاطر الكليل القاصر:

ذى درر حسنة التنضيد ... سالمة من وصمة التعقيد

جامعة للقصد والمزيد ... تدنى الجنى لكل مستفيد

من نظم زين العلما العبيدي ... جازاه رب الناس من مفيد

بالعلم والعمل والتأييد (٢)


(١) (تعريف الخلف) ٢/ ٤١٦. وقصد الشاعر (بالغرب) المغرب الأوسط (الجزائر) أو المغرب العربي كله. ولعله يقصد بكلمة (الغرب) الثانية أروبا. فيكون المعنى أنهم علماء يفاخر بهم المغرب الأوسط (المغرب العربي) الغرب الأروبي.
(٢) الطاهر العبيدي (النصيحة العزوزية)، ط. مصر، ١٩٥٤، ص ٦ - ٧. وكان ابن باديس قد كتب تقريظه في ٧ رجب سنة ١٣٣٧ (١٩١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>