للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحماني متحمس للطريقة. وكان قد أخذ العهد على شيخها في الكاف علي بن عيسى، وكانت هناك زاوية رحمانية نشيطة بعد أن طوردت في الجزائر (١). ويقول الدلسي في الشيخ الأزهري الخلوتي:

تب وانكفف عن كل غي وامتثل ... متوسالا بالسيد المفضال

هو ذاك مشهور الكرامات العلا ... من صيتها قد شاع كالأمثال

بدر الكمال الأزهري محمد ... غوث الورى في شدة الأوجال

يحمي من أهوال الحساب شفاعة ... في الاختصار مثبتا وسؤال

في حي جرجرة مطالع شمسه ... أكرم به قد فاق عن أمثال (٢)

وكذلك مدح محمد المازري الديسي، أهل زاوية ابن أبي داود ومشائخها. ولا نعرف نماذج من شعره في ذلك. غير أن الحفناوي بن الشيخ يقول عن القصيدة انها لو نشرت لكانت أحسن. فهو غير راض عن شاعرية صاحبها وإن كان راضيا عن نبل أفكاره (٣).

ومن ذلك قصيدة في مدح الشيخ محمد بن بلقاسم الهاملي، قالها فيه محمد العربي بن أحمد بن أبي داود (٤). وللشيخ المكي بن عزوز قصائد في مدح شيخ زاوية الهامل أيضا، وأخرى في مدح الرجل الصالح علي السني، دفين نفطة، ومطلعها (٥):

أعيدا الندا يا صاحبي فليس لي ... قرار إذا لم تمس سلمى بمنزلي

وكان الشيخ مختار الجلالي، صاحب زاوية أولاد جلال الرحمانية،


(١) توفي الشيخ علي بن عيسى سنة ١٣٨٨.
(٢) تعريف الخلف، ٢/ ٤٧٢.
(٣) نفس المصدر، ٥٤٩.
(٤) حسب رواية علي أمقران السحنوني، وذكر أن لديه كراسا يحتوي على أشعار منها القصيدة المذكورة، وهي في ٣١ بيتا.
(٥) هي القطعة الخامسة من مجموع المكتبة الوطنية - تونس، رقم ١٨١١٢. من صفحة ٦١ - ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>