للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما فنه فنجده في أغلفة بعض الكتب المعاصرة مثل اللوحة التي رسمها لغلاف (كتاب الجزائر) لأحمد توفيق المدني. وهو غلاف لو أتيح له أن صدر بالألوان لكان تحفة فنية. ومع ذلك فإن الذوق العربي والإسلامي بارز فيه. فالعنوان داخل في إطار من الرسم التقليدي في الفن الإسلامي، وعبارة (كتاب الجزائر) مكتوبة بخط كوفي جميل ومتداخل. وقد صممت اللوحة كاملة لتعطينا نافذة تطل على مدينة الجزائر وماضيها، ويظهر من خلالها البحر، وأمامه أبرز بناء تعلوه صومعة أو فنار، وتتحرك داخل مياه البحر سفن، وتوجد على سارية إحداها راية تخفق وهلال بهذه العبارة (حب الوطن من الإيمان). وتحت عنوان الكتاب كتابة رقيقة هي: تاريخ الجزائر إلى يومنا هذا - وجغرافيتها الطبيعية، والسياسية، وعناصر سكانها ومدنها، ونظاماتها وقوانينها، ومجالسها، وحالتها الاقتصادية والعلمية والاجتماعية، تأليف أحمد توفيق المدني. وفي وجه اللوحة، بين الصومعة والراية، كتبت العبارات التالية: الإسلام ديننا، الجزائر وطننا، العربية لغتنا. وعند التأمل ستلاحظ أن طرف الراية يكاد يلتصق بعبارة (الجزائر وطننا) بالذات، وكأن الفنان عمر راسم أراد أن تحمل الراية تلك العبارة وحدها. فاللوحة حينئذ ذات رسالة وطنية موجهة ومحتوى فني أصيل. ولا ندري كيف يزاوج الفنان في الألوان لو كانت اللوحة ملونة (١).

يذكر جورج مارسيه أن والد محمد راسم كان أيضا رساما ونقاشا


= العابد الجلالي (تقويم الأخلاق) الجزائر ١٩٢٧، وأحمد توفيق المدني (حياة كفاح) ٢/ ٥٢. ومحمد شريفي (اللوحات الفنية)، وهي أطروحة دكتوراه من جامعة الجزائر. وفيها أن الأسرة عثمانية، وأن علي راسم، والد عمر، كان أيضا فنانا وخطاطا. انظر أيضا سابقا.
(١) (كتاب الجزائر) لأحمد توفيق المدني، ط. سنة ١٩٣١، وقد أعيد طبع الغلاف القديم في ط. الجديدة، ١٩٦٣، فتأمله. كما أن عمر راسم هو الذي وضع لوحة غلاف (تقويم المنصور) للشيخ المدني أيضا. وربما هو الذي رسم أغلفة أخرى له ولغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>