للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتعريف والنقد في مناسبة لاحقة (١).

نشرت المجاهد لمحمد ديب عدة قصص عندما كانت الثورة على أشدها. من ذلك قصة التمشيط (راتيساج)، وهي تصور عملية قام بها الجيش الفرنسي في تلمسان ونواحيها في بداية الثورة، كما تصور الحياة في تلمسان أثناء العملية، والقصة أخذتها المجاهد من مجموعة (صيف إفريقي) لمحمد ديب، وقد قدمت لها الجريدة بمقدمة طويلة عن الأدب الذي لم يعد صالحا اليوم، و (هو أدب القصور والطبقات المترفة البعيدة عن مشاكل الشعب، لأن العهد الذي يقتصر فيه الأدب على تصور ونقل المشاكل الغريبة ... قد انتهى، كما انتهى الترف الفكري والخيالات المريضة ... إننا في عهد ثوري أصيل لا يجوز فيه أن يبقى الأدب بمعزل عن حياة الجماهير، لذلك يجب أن تخرج من ثورتنا تجارب تسد هذا النقص).

وهكذا وجهت المجاهد دعوتها إلى الأدباء أن يكتبوا أدبا ملتزما وليس أدب القصور والترف، ودعت إلى أدب يصور حياة الشعب ويعبر عن مطامحه، ومن أجل ذلك أنشأت الجريدة ركنا أسمته (ركن الأدب الثوري) وفتحته لقصص من الصين وأخرى من الفيتنام ... وكذلك فعلت مع قصة محمد ديب التي نحن بصددها، إذ جعلتها تحت العنوان نفسه (من الأدب الثوري) بينما نشرت قصائد ابن تومرت (مفدي زكرياء) تحت عنوان آخر قريب منه وهو (من أدب الثورة)، ومن الملاحظ أن الجريدة لم تذكر ما إذا قامت بترجمة القصة عن الفرنسية، كما لم تذكر أمامها اسم المترجم، والقصة تصور بدقة حياة الناس في الريف أمام عمليات التفتيش المهينة الدقيقة والمخيفة والقبض على الرجال (٢) ..

أما قصة (فراق) لمحمد ديب أيضا فقد وضعت لها الجريدة عنوانا فرعيا هو (من الأدب الجزائري)، وهي مكتوبة في شكل حوار بين البطل وزوجته.


(١) نشر الدار القومية، القاهرة، ١٩٥٩.
(٢) المجاهد، ٧٠، ١٣ يونيو ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>