للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائر، فصدر منها بعض الأعداد، ثم لحقها الأذى هناك أيضا، فتشكلت لجنة للدفاع عن حرية التعبير وأعلنت في المنبر الحر من جريدة (الجزائر الجمهورية) عن استيائها من مضايقة السلطات لجريدة الجزائر الحرة، وعادت الجريدة للصدور بالجزائر مرة أخرى فصدر منها ثلاثة أعداد، ثم تعرضت للمنع من جديد، فاحتجت عن منعها (جبهة الدفاع عن الحرية واحترامها) التي سبق الحديث عنها، وكما هو متوقع فإن مواضع الجزائر الحرة سياسية في معظمها وتصف حالة الشعب وآماله وتعكس برنامج الحزب في التحرر والاستقلال (١).

وقد رجعت الجريدة إلى باريس مرة أخرى فرارا من الاضطهاد المسلط عليها في الجزائر ولكنها لم تسلم أيضا من المصادرة حين تناولت في أحد أعدادها الشهداء الجزائريين الذين سقطوا يوم ١٤ يوليو ١٩٥٣ بمناسبة الاحتفال بعيد الحرية في فرنسا (٢).

أما الجريدة الثانية التي أصدرها حزب الشعب/ حركة الانتصار فهي (الجزائر الجديدة)، وهي جريدة صدرت بالعربية بإدارة مصطفى فروخي، النائب عن حركة الانتصار في المجلس الجزائري، وكانت مواضيعها متنوعة.

وبالإضافة إلى الصحيفتين المذكورتين صدرت صحيفتان أخريان قريبتان من حزب الشعب وهما المنار التي ظهرت سنة ١٩٥١، وقد كان يرأس تحرير المنار محمود بوزوزو، صاحب القلم الوطني المثقف والفكر النهضوي العربي الإسلامي القريب من تيار جمعية العلماء، وكانت المنار تغطي أخبار الجزائر وتونس والمغرب والمشرق العربي والإسلامي وتكتب عن الأخبار الفنية والاجتماعية، وتتابع أخبار زعيم حزب الشعب مصالي الحاج، وكانت من الجرائد الناجحة ومع ذلك توقفت بسبب الأزمة المالية، فلم يطل عهدها، وهكذا توقفت عن الصدور في فاتح سنة ١٩٥٤ معلنة عن (أزمة المنار) وقالت


(١) المنار ٣٠ يوليو، ١٩٥١ وكذلك ٣١ أوت، ١٩٥١.
(٢) المنار ٧ أوت، ١٩٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>