للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صحافة جبهة التحرير]

ذكرنا الصحف الحزبية التي سبقت الثورة، وقد استمر بعضها في الصدور أثناء فترة غير قصيرة بعد الثورة أيضا، فحزب البيان والحزب الشيوعي استمرت صحفهما في الصدور فترة بعد الثورة، كما ظهرت صحف جديدة تدعو إلى التفاهم بين الجزائريين والفرنسيين أصدرها أفراد وراءهم اتجاهات معينة مثل جريدة (المغرب العربي) التي سبق ذكرها والتي اتهمت بخدمة الحركة المصالية. ومثل جريدة (الجزائر أولا) التي أصدرها عمار أوزقان وكانت تعبر عن اتجاه شيوعي ولكن خارج الحزب.

ويبدو أن الثورة نفسها لم تهتم في البداية بالإعلام كوسيلة ناجحة في ربح المعركة وعزل العدو، ولكن إعلام الدوائر الاسعمارية والحاجة إلى كسب الرأي العام الداخلي والخارجي جعلت قادة الثورة يولون اهتماما خاصا للإعلام الوطني لتوضيح أهداف الثورة والرد على الإعلام المضاد، ولم يظهر إعلام الثورة في شكل ناضج من أول مرة وإنما ظهر في شكل يمكن تسميته بالبدائي، فقد تمثل أولا في الكتابات الحائطية، والمناشير المحلية والاتصالات الفردية، بل حتى في وضع قصاصات على جثث الخونة بعد إعدامهم.

يتفق معظم الذين درسوا إعلام الثورة أن البدء كان بالصحافة ثم لحقت بها الإذاعة ثم الوسائل الأخرى من سينما ومؤتمرات ونشرات ومسرح ورياضة ومنظمات وغيرها من وسائل الدعاية والتبليغ، ويمكن القول إنه لم تظهر صحيفة رسمية ناطقة باسم جبهة التحرير قبل مضي سنة على الأقل من اندلاع الثورة.

وأول عدد من جريدة (المقاومة الجزائرية) ظهر في آخر سنة ١٩٥٥، وقد طبعت في فرنسا أولا، وفي أوائل السنة الموالية بدأت طبعة في المغرب وهي تختلف في أسلوبها وفي تحريرها عن طبعة باريس، وفي منتصف السنة (١٩٥٦) ظهرت منها طبعة في توس أيضا، ولم تكن هي نفسها طبعة باريس ولا المغرب

<<  <  ج: ص:  >  >>