للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنفس الأسلوب الذي اعتاد عليه مستمعو برامجه ولكن بلهجة أهل المغرب العربي، ومن مهمة مركز كليبر أيضا التشويش على (صوت الجزائر) الذي كان يذيع من إذاعة تونس.

وبالإضافة إلى تزييف البرامج الإذاعية قام المركز بتزوير وتزيف البلاغات العسكرية المنسوبة إلى قيادة جيش التحرير، وهي بلاغات كانت ترسل إلى قيادة الجيش الفرنسي في الجزائر فيلتقطها ضابط تاح لـ (المكتب الخامس) المختص في شؤون الدعاية النفسية والذي يقوم بإذاعتها بجهاز إرسال خاص متنقل على كامل خط موريس.

كما كان المركز يتولى تحرير عدة نشرات بالعربية ومنها النشرات التالية: (المجلة العربية) التي كانت تصدر من باريس، وجريدة (البرق) التي كان يتولاها عقيد تساعده عناصر مختصة في الشؤون الأهلية، و (الجزائر) وهي مجلة كان يشرف عليها ضابط برتبة رائد من ضباط الشؤون الأهلية في المغرب.

أما ميزانية المركز فقد قدرت سنة ١٩٥٨ بخمسين مليون فرنك، وتساهم فيها أطراف عديدة منها وزارة الخارجية الفرنسية، وإدارة الشؤون الجزائرية بخمسة عشر مليونا، وفي نفس السنة افتتح قرض قدره مائة وعشرون مليونا لمقاومة الجاسوسية (١).

ولم يتورع مركز كليبر حتى من استخدام بعض المغنين الجزائريين لتحقيق مآربه، ففي شهر أغسطس ١٩٥٩ قدم إلى المركز سليمان عازم الذي وصفته المجاهد بالمطرب الفاشل، وسجل نشيدا لحنه بنفسه وسماه (نشيد الحركي)، وقد تساءلت الجريدة عن سخرية الاستعمار من الحركى وبلاهة رجال الدعاية الفرنسية الذين لا يتورعون عن استخدام كل الأساليب لتحقيق أغراضهم الدعائية (٢).


(١) المجاهد ٦٠، ٢٥ يناير ١٩٦٠.
(٢) المجاهد، نفس المرجع، كتب محمد أرزقي فراد مقالة عن سليمان عازم (١٩١٩ - =

<<  <  ج: ص:  >  >>