للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برلين ويوغسلافيا، وقد عرفنا أن أول فيلم جزائري صور في ميدان المعركة نفسها هو (الجزائر الملتهبة/ المشتعلة)، الذي أخرجه روني فوتييه، ثم تليه أفلام: (لاجئون) لبيير كليمون، والهجوم على مناجم الونزة لمجموعة من الطلبة، وساقية سيدي يوسف لكليمون المذكور، ولأول مرة عرض سنة ١٩٦٠ فيلم جزائري في الأمم المتحدة وهو (جزائرنا) الذي أنجزه ثلاثة هم: د. شولي وجمال شندرلي وحمينة، ثم فيلم (ياسمينة) لشندرلي وحمينة، لإطلاع الرأي العام عما كان يجري في الجزائر.

ويعتبر فوتييه من الشيوعيين الفرنسيين الذين تخلوا عن حزبهم (الحزب, الشيوعي الفرنسي) والتحفوا بجبهة التحرير الوطني - وكان قبل ذلك مصورا للأحوال الاجتماعية في فرنسا كالاضطرابات العمالية، وقد التحق بالولاية الأولى (أنظر سابقا)، ومثله الدكتور شولي وكليمون، وأما جمال شندرلي فقد كان شابا جزائريا ويعتبر الأول من جيله الذي باشر الكاميرا أثناء الثورة في المنطقة الشرقية، ويرى بعضهم، مثل المخرج عمار العسكري، أن ميلاد السينما الجزائرية كان رد فعل على الدعاية الفرنسية التي تريد توجيه ولاء الشعب ضد الثورة (١).

ومن الجانب الفرنسي كانت محطة الإذاعة التلفزيون الفرنسية في الجزائر تعمل على تطوير أجهزتها وتوسيع شبكتها لكي تصل إلى الرأي العام من مستوطنين (كولون) وجزائريين، فكانت تنتج أفلاما ومسرحيات وتمررها على الأثير أو الشاشة، فمنذ أكتوبر ١٩٥٦ أعلنت هنا الجزائر أن الجمهور سيشاهد قريبا قصة فكاهية للفنان رويشد عنوانها (وجه الخروف معروف)، كما أعلنت عن فيلم عنوانه (بنتي) من إخراج مصطفى بديع، ومع الخبر صور لمجموعة من الفنانين الجزائريين، وإعلان يقول إن هذا الإنتاج سيعرض على شاشة


(١) يوم دراسي حول السينما والثورة .. إعداد المركز الوطني لدراسة تاريخ الحركة الوطنية ... ١٩٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>