للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك تكاثر عدد الطلبة الجزائريين في الخارج بالتدرج أثناء الثورة وتعددت تخصصاتهم، فكان المشرق العربي مثلا لتكوين المدرسين في اللغة العربية والثقافة الإسلامية في معظم الحالات، وكانت أوروبا لإعداد إطارات في مختلف العلوم والتكنولوجيا.

وهناك ملاحظات نريد أن نبديها هنا قبل الدخول في التفاصيل وهي أن تشتت الطلبة الجزائريين جعلهم يلتحقون بالمعاهد العلمية في المشرق وفي أوروبا على أساس العطف والاستثناء وليس على أساس الكفاءة والدراسة المنتظمة، ولولا ذكاء الطالب الجزائري الفطري وحماسه للعلم المفقود في بلاده ولولا روح الثورة والطموح الوطني والشخصي لما نجح منهم إلا عدد ضئيل في الجامعات والمعاهد التي التحقوا بها.

وتثبت الأرقام التي سنوردها أن عدد البلدان المستقبلة للطلبة الجزائريين كان يزداد مع الأيام وكذلك عدد الطلبة الدارسين، وهناك إحصاءات نعتبرها رسمية لأنها صادرة عن مؤسسة عامة للثورة هي وزارة الثقافة عندئذ، وهناك إحصاءات صادرة عن جهات أخرى كالجرائد والمجلات والأفراد نستعين بها أو نذكرها للتأكيد وتقديم وجهة نظر مخالفة أو مصححة، وليس لدينا إحصاء شمل كل سنوات الثورة لنستدل به على عنايتها بهذا الموضوع، فقد يكون هناك إحصاء من سنة كذا إلى سنة كذا وإحصاء آخر لا يشمل إلا المرحلة النهائية للثورة (١).

رسم وزير التربية الجديد بعد الاستقلال صورة متشائمة لحالة التربية والتعليم في فاتح سنة ١٩٦٢ - ١٩٦٣، وهي السنة التي بدأت فيها الجزائر تمارس سيادتها على مؤسساتها التعليمية، فمن ناحية هناك تعليم كان في خدمة الاستعمار سواء في شكله العام أو في شكله التقني، فهو تعليم لا يخرج من


(١) انظر فقرة التعليم في إحصاءات جبهة التحرير، وحديث وزير الثقافة أحمد توفيق المدني، سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>