للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ الإبراهيمي (١).

ويتحدث كل من حضر أو شارك في إنشاء الاتحاد عن (المعركة) الحامية التي دارت من أجل كلمة (المسلمين) في عنوان الاتحاد، فقد اعترض عليها، - كما قيل - الشيوعيون والعلمانيون وتمسك بها الوطنيون والإصلاحيون، ولكن ما الفرق؟ يرى الوطنيون أن كلمة المسلمين تمثل الإيديولوجية الوطنية القائمة على الثلاثي (الجزائر - الإسلام - اللغة العربية)، ولولا ذلك لما كان الطلبة في حاجة إلى اتحاد خاص بهم إذ يمكنهم أن يكونوا ضمن الاتحاد العام للطلبة الفرسيين، فالجنسية الفرنسية محفوظة ومعترف بها للطلبة، سواء كانوا فرنسيين أو مسلمين، أما كلمة الجزائريين فهي التي لا يعترف بها الفرنسيون لهم وكان الشيوعيون يرون أن كلمة (المسلمين) تميز الطلبة الجزائريين عن بقية المجتمع بينما الأوروبيون هم جزء من نسيج الأمة الجزائرية التي هي بصدد الميلاد، في نظرهم.

ركز الاتحاد في أول نشرة على المسألة الثقافية قائلا (لقد جرد الطالب الجزائري من ثقافته العربية الإسلامية، ومن لغته التي هي اللغة العربية، وعليه أولا وقبل كل شيء أن يفرض شخصيته الجزائرية، وأن يطالب ويدافع عن تراثه الثقافي الذي ورثه عن الحضارة العربية) (٢).

ولقائل أن يقول لماذا لم ترد كلمة العرب في عنوان الاتحاد، وقد كان الفرنسيون أنفسهم يعترفون بهذا الاستعمال ويقرونه إذ أن الكلمة الشائعة عندهم للجزائري هي العربي والمسلم، ونرى أن ذلك السكوت عن كلمة العرب جاء لخدمة الوحدة الوطنية لأن المسألة البربرية كانت حية على مستوى حزب الشعب، وإلى حد ما على مستوى جمعية العلماء، وكان الحزب الشيوعي يستعملها ويغذيها قصدا للدلالة على أن هوية الجزائر لم تكتمل وأنها تتألف من


(١) هلال، نشاط الطلبة الجزائريين، ١٩٨٩، ص ٣٠.
(٢) هلال مرجع سابق، ص ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>