للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في فن المنمنمات، وتمتاز لوحاته بالبساطة وحتى بالسذاجة، وهو يفصل مناظره بدقة تدهش الناظر، ومنها القطار، وشواع بلكور، وميناء الجزائر ... وكلها تعبر عن شاعريته الرقيقة والمؤثرة، وقد وردت عليه التهاني من أصحابه عندما نال الجائزة في شهر يناير ١٩٥٨ أي في أتون الثورة (١).

ومما يذكر أن ابن عبورة ولد بالعاصمة (الجزائر) سنة ١٨٩٨ وتوفي بها سنة ١٩٦١، وحصل على جوائز كثيرة، واقتنت إدارة الفنون الجميلة بالجزائر عددا من أعماله، وقد عشق رسم الأحياء الشعبية وشواطى مدينة الجزائر، وآخر معرض له أقامه سنة ١٩٦٠، وجعل شعاره فيه (الفن الأصيل لأحد أبناء مدينة الجزائر) (٢).

وابن عبورة معروف عند الرسامين في الجزائر بأنه الفنان الساذج، فهو يرسم مشاعره بكل أمانة وبساطة، وهو يأخذ بتلابيب المشاهدين للوحاته بمناظره الجذابة للقطار ومرسى الجزائر وشوارع بلكور، ففنه، كما قال أحد النقاد، كأنه قصيدة يتغنى بها، وهو أسلوب خاص به (٣).

أما رابح درياسة فقد اشتهر بالشعر واللحن والغناء ولم يشتهر بالرسم. ولكن هنا الجزائر أوردت له نماذج من الرسم تدل على موهبة متميزة على الأقل عندما كان في أول الطريق، من ذلك لوحته (حرب على الجهل)، وهي لوحة تحمل توقيعه نشرها سنة ١٩٥٧، ويمكن اتخاذها نموذجا أيضا بالنسبة لتعليم المرأة، وله لوحة أخرى كتبت لها هنا الجزائر مقدمة، وهي جزء من حصة (من كل فن شوية) التي كان يشرف عليها محمد الحبيب حشلاف، ومن هذا المصدر نعرف أن درياسة من تلاميذ محمد راسم أيضا (٤).


(١) هنا الجزائر ٦٢، فبراير ١٩٥٨.
(٢) مدينة الجزائر ورساموها، ص ٢٤٩، وقد نال ابن عبورة، بالإضافة إلى ما ذكرنا، جوائز سنوات ١٩٥٤، ١٩٥٥، ١٩٥٧.
(٣) هنا الجزائر ٦٢، فبراير ١٩٥٨.
(٤) هنا الجزائر ٦٢، فبراير ١٩٥٨، و ٦٣ مارس ١٩٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>