للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجد أسلوبا جيدا ووصفا حيا، ونعني بذلك تدشين المدرسة المزدوجة التي خلفت الثعالبية التي خصصت للبنات المسلمات بينما خصصت المدرسة الجديدة للفتيات (عمارة رشيد حاليا) وقد افتتحت بحوالي أربعمائة طالب، وبناء على بوشوشي فقد افتتح المدرسة الوالي العام (روجي ليونار) بحضور المدير الجديد وهو أحمد بن زكري وحضور عبد الرحمن فارس رئيس المجلس الجزائري (البرلمان المحلي) والمفتي محمد بابا عمر، وهي مدرسة تجمع بين الذوق الشرقي والعصري (الأوروبي).

وقد تداول الخطباء بالفرنسية على المنصة فأشادوا بحضارة الشرق الإسلامية وحضارة الغرب الفرنسية - المسيحية والتقائهما في طراز وأداء رسالة هذه المدرسة، ومن الخطباء المترجم والباحث محمد الحاج صادق، فقد نوه بالثقافة المزدوجة العربية - الفرنسية لأنها في نظره وسيلة لمسايرة ركب الحضارة في العصر الحديث، قائلا إن المسلمين مع ذلك يتمسكون أيضا بحضارتهم الإسلامية ويعتزون بها لأنها إحدى مقومات حياتهم الفكرية والروحية، كما خطب الشيخ أحمد بن زكري وعميد الأكاديمية السيد (قو Gau) الذي ذكر المسلمين بإصلاح التعليم الإسلامي الذي انطلق سنة ١٩٥٠، وهو الإصلاح الذي جمع بين الدروس العربية والمواد العصرية في برنامج الثانويات الفرنسية، ونادى عبد الرحمن فارس بضرورة تعلم البنات المسلمات والجمع بين الثقافتين، ولم يفت الوالي العام الإشادة بكتابات طه حسين ومصطفى عبد الرازق اللذين تخرجا من فرنسا وأثار كل منهما ضجة في مصر في موضوع معين الأول حول الشعر الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر، والثاني حول أصول الحكم ومسألة الخلافة والسلطة في الإسلام (١).

ومن الطبيعي أن تهتم جريدة (المجاهد) بالمقالة السياسية التحليلية والافتتاحيات التي تعالج وضع الثورة واتجاهاتها وبعض مواقف الأشقاء


(١) هنا الجزائر، مايو ١٩٥٤ + صورة للمدرسة الجديدة وصورة أخرى للثعالبية القديمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>