للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وامتلاك لأدوات الكتابة في هذا الفن الأدبي الجديد، وهو من الذين عاصروا تطور القصة في المشرق، وكان أديبا واعدا في هذا الميدان لولا انجذابه إلى السياسة والدبلوماسية، فقد نشر عندئذ قصصا منها: اثنتان وثلاثون طلقة، والشيخ حداد، والثلج والشرف، وتحت الجسر المعلق، والأخيرة هي نفسها القصة التي جعلها عنوانا لمجموعته القصصية التي نشرها بعد الاستقلال، وهي مجموعة تضم سبع قصص، وقد أشرت إلى ما نشر منها خلال الثورة في دراستي عن (الثورة الجزائرية في مجلة الآداب) التي نشرتها هذه المجلة في الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر على ما أذكر، ولعثمان سعدي لغة واضحة وقوية، وموضوع قصصه هو الواقع الجزائري أثناء الثورة وخلفيات الفقر والحرمان الذي خلفه الاستعمار الفرنسي، فقصصه تمثل صفحة هامة من الأدب الواقعي الهادف بلغة ذلك العهد، وهي تعبر أحيانا عن تجارب شخصية عاشها المؤلف نفسه، وكدلالة على ذلك كتب العنوان الفرعي للمجموعة: قصص مستوحاة من واقع الثورة الجزائرية (١).

أما حنفي بن عيسى فقد نشر في مجلة الآداب خلال الثورة القصص التالية: في حي القصبة، وعائدون، والشمس لا تشرق من باريس (٢).

[أبو العيد دودو]

حل أبو العيد دودو بالنمسا بعد أن انتهى من دراسته في بغداد، ومن النمسا أخذ يكتب القصة والمقالة ويرسل بإنتاجه إلى صحف تونس لأنه لم يبق في ساحة الجزائر غير الصحف الموالية للإدارة الاستعمارية أو الصادرة عنها، واستمر دودو ينشر إنتاجه على قلته - من تونس، فنشر في الندوة والفكر والصباح، إلى يناير ١٩٦٥، حسبما ذكر الباحث الجابري، وبذلك قدم دودو


(١) عثمان سعدي، تحت الجسر المعلق، ش، و، ن، ت، الجزائر، ١٩٨٢.
(٢) عن هذه القصص انظر دراستنا المشار إليها في مجلة الآداب، وكذلك في كتابنا تجارب في الأدب والرحلة، ويغلب على الظن أن القصة من كتابة ابن تومرت (مفدي زكرياء).

<<  <  ج: ص:  >  >>