للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وختم ابن تومرت سنة ١٩٥٩ بقعيدة نحى فيها باللائمة على هيئة الأمم المتحدة لخذلانها القضية الجزائرية حين عرضت عليها أرضاء لفرنسا وخضوعا لأمريكا والغرب، قائلا (لا نرتجي العدل من قوم سماسرة)، ومضيفا: أكذوبة العصر أم سخرية القدر ... هذي التي أسست في صالح البشر

أم أن (لوزان) في الأحياء قد بعثت ... بحفل (نويورك) ما أفضى إلى سقر (١)

وحين حل عام ١٩٦٠ خاطبه ابن تومرت بقصيدة متسائلة عما يخبئه للجزائر ومستقبلها، وعنوانها: (ماذا تخبؤه يا عام ستينا)؟ (٢).

وله قصيدة عبر فيها عن خيبة أمله في السياسة واعتبر السياسيين لصوصا. ودعا فيها إلى الكفاح في ساحة الشرف لأن السياسة قد تتفع مع أناس متحضرين، أما السياسيون الذين تتعامل معهم الثورة فهم في نظره لصوص لا يستحقون إلا الحرب إلى آخر رمق، ولذلك دعا المغترين بالسياسة (ويقصد بها في الغالب المفاوضات مع الفرنسيين) إلى التخلي عن هذا النهج لأنه من أضغاث الأحلام، حتى أنه اختار عنوان القصيدة (ذروا الأحلام) وخاطب فيها قلبه أو عقله قائلا:

أضر به معذبه فثارا ... وأرهقه مسخره فطارا

رأى طرق السياسة شائكات ... ففضل ساحة الشرف اختصارا

ولا تجدي السياسة مع لصوص ... تستر بالدجى تخشى النهارا (٣)

وحين فجرت فرنسا القنبلة الذرية في صحراء الجزائر سارع ابن تومرت


(١) المجاهد ٥٨، ٢٨ ديسمبر ١٩٥٩، وهو يشير بالبيت الثاني إلى أن مآل هيئة الأمم قد يكون هو مصير عصبة الأمم في لوزان والتي انهارت بعد أن داس عليها هتلر وموسولني.
(٢) المجاهد ٥٩، ١١ يناير ١٩٦٠.
(٣) المجاهد ٦٠، ٢٥ يناير ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>