للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٥٥ لأنه أصبح تحت الإقامة الجبرية في بسكرة بعد أن ألقي عليه القبض وسيق إلى حيث يعدم، لولا تدخل من جهة ما زلنا نجهلها، وربما هي الزاوية التجانية (١)، ومع ذلك وجدنا له قصيدة في تهنئة السودان باستقلاله منشورة في البصائر سنة ١٩٥٦، فهل كان ينظم الشعر رغم الإقامة الجبرية؟

ويبدو أن محمد العيد لم يكتب شعرا كثيرا أثناء إقامته الجبرية، وعلى كل حال فهو لم ينشر شعرا أثناء هذه الإقامة التي نجهل حتى الآن متى بدأت، ولم يهرب قصائده الثورية إلى الخارج، كما فعل مثلا مفدي زكرياء، وهناك من يقول إنه قد نظم (ملحمة الثورة) أثناء اعتقاله ولكنه لم ينشرها إلا بعد الاستقلال، وهي الملحمة التي نشرتها مجلة (المعرفة) في سنواتها الأولى على حلقات.

نشرت جريدة البصائر في العاشر من يونيو (جوان) ١٩٥٥، خبرا مفاده أن (أمير شعراء الجزائر التقي الورع الشيخ محمد العيد) قد قبض عليه في عين مليلة، ومع هذا الخبر صورة تذكارية للشاعر وهو يلقي إحدى قصائده وخلفه صورة لابن باديس، ولكن الصورة نشرت بعيدة عن الخبر.

وحسب البصائر فإن هناك تهمة ملفقة وجهت إلى الشاعر (سداها النذالة ولحمتها الخسة)، وزج به في السجن رهن التحقيق، و (قد ضجت البلاد الجزائرية كلها من هذا الحادث المؤلم .. وقام مكتب جمعية العلماء فورا بواجبه حيال هذا العدوان الصارخ .. واحتج .. وطالب بالإفراج على الشاعر الإسلامي العظيم ...) وأشارت إلى أن عددا من النواب والشيوخ (لعلها تقصد شيخ النواب) والشخصيات الإسلامية وبعض العقلاء من رجال الإدارة العليا طالبوا بغاية الإلحاح بسراح الشاعر.

تعرضنا إلى حياة محمد العيد في أكثر من مكان من كتبنا، فمن أراد أن يرجع إليها فليفعل، أما هنا فيهمنا شعره روما طرأ على حياته خلال الثورة. هنأ


(١) انظر سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>