للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمودي رفيع، من دواوينه همسات وصرخات، وجمر ورماد.

وربما اشترك، وهو في تونس، في الحياة السياسية أيضا، فقد مدح بورقيبة مبكرا (سنة ١٩٣٨)، وكانت تونس تعيش عهدا من التوتر السياسي فتأثر به، ويبدو أنه لم ينظم شعرا في الثورة، فقد تتبعنا معظم شعره في مجلة (هنا الجزائر) فلم نجد له سوى القصائد التي تتفق مع التيار الذي أشرنا إليه، ومن الطبيعي أن يحدث ذلك لأن المجلة تصدر عن مؤسسة فرنسية رسمية (١).

نشر السائحي قصيدة بعنوان (العمياء)، وهي ربما تعد من الشعر الواقعي الجديد، كما ألقى قصيدة في الحفلة التي أعدتها بلدية الجزائر لتكريم الممثل يوسف وهبي وفرقته بعنوان (تحية الجزائر لضيوفها)، وهي قصيدة جميلة معنى ولفظا تحدث فيها عن العلاقة بين الجزائر ومصر وعن الفن والأدب، كما نشر قصيدة حول العام الميلادي الجديد، وهي قصيدة جميلة تدعو إلى التأمل، ونشر أخرى عن ليلة المعراج (٢).

ولكن الشعر الرومانسي لم يكن حكرا على بوشوشي والسائحي أو شعراء مجلة هنا الجزائر، فقد كانت تغلب على الشاعر عبد الكريم العقون النزعة الرومانسية، وبدأ عدد من الشعراء الشباب مسيرتهم في قطار الرومانسية مثل عبد الرحمن الزناقي ومحمد الأخضر عبد القادر السائحي، وقد تأثر أبو القاسم سعد الله منذ البداية بهذه المدرسة الأدبية ثم ظل تحت سلطانها حتى خلال الثورة، ويشهد ديوانه الزمن الأخضر على ذلك.


(١) محمد ناصر، الشعر الجزائري، مرجع سابق، ص ٦٧٦، ومجلة آمال عدد خاص بالشعر الجزائري المعاصر، والمجاهد الأسبوعي ١٢ يوليو ١٩٧٠، وصلاح مؤيد. الثورة في الشعر الجزائري، ١٩٦٣.
(٢) هنا الجزائر ٢٦، يوليو ١٩٥٤، وقد انعقدت الحفلة يوم الأحد ١٣ يونيو، أنظر أيضا نفس المصدر، ٦٢، فبراير ١٩٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>