للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على القائد مسؤول الفوج، والمنازعات بين المواطنين أنفسهم وهذه وجدت حلها بين مسؤول الفوج ومسؤول الدشرة، أما القضاء في المرحلة الثانية فقد انتظم، كما سبق، بعد مؤتمر الصومام في شكل مجالس شعبية منتخبة مهمتها التموين والسياسة والإعلام والأمن، بالإضافة إلى لجان شعبية أخرى تهتم بمختلف النواحي، وهذا كله كان قبل التشريع الذي صدر عن لجنة التنسيق والتنفيذ في أبريل ١٩٥٨ (١).

[مقاصد القرآن]

كتاب لمحمد الصالح الصديق صدر عشية الثورة، وتناول مقاصد الشريعة، وفيه ثقافة دينية واجتماعية عميقة، وقد تولى صاحبه مهمات حساسة في الثورة سواء داخل الجزائر أو خارجها، ووقع ما جاء في كتابه على واقع الأمور، وقد استقبل النقاد والمراجعون الكتاب بالثناء على صاحبه وبالتنويه بفائدته، والشيخ الصديق من الذين تخرجوا من الزيتونة وتمتعوا بثقافة أدبية ودينية وتاريخية عالية، وقبل المقاصد كان قد أصدر (أدباء التحصيل)، طبع المقاصد في المطبعة العربية بالعاصمة سنة ١٩٥٦، وكتب عنه الشيخ حمزة بوكوشة في البصائر بالعدد ٣٥٩ على أنه الجزء الأول من كتاب قيم، وعرف به أيضا الشيخ محمد منيع فمدحه بإتقان التحقيق والتدقيق في البحث واعتبر الكتاب مفخرة للجزائر، وأنه كتاب يدرس القرآن الكريم ويستخرج أحكامه، وأنه خدم به الوطن والأمة (٢).

وفي نظر مولود الطياب أن المؤلف قد يكون سبقه السلف في الموضوع ولكن الاجتهاد وارد، غير أن الطياب استدرك بأنه لا اجتهاد مع العقائد ومعنى الدين، وأن ما يحمد للصديق أنه عالج مواضيع بأسلوب شيق، وجمع بين


(١) الصادق مزهود، ندوة قسنطينة، مارس ٢٠٠٥، أنظر أيضا كلمة إبراهيم لونيسي في نفس الندوة.
(٢) البصائر ٣٥٩، ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>