للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل هلال العز في طالع السعد ... تكامل بدرا في سما الفضل والمجد (١) وقبل أن ننتقل إلى الشعر السياسي المضاد للترك نود أن نشير إلى

قصيدة محمد بن ميمون في الحاج محمد خوجة، وهو ابن عبدي باشا، سنة

١١٤١. ففي هذا التاريخ عاد الحاج محمد خوجة من حملة له ضد ثورة وقعت بالغرب الجزائري، فهنأه ابن ميمون بقصيدة قوية في بابها ووصف الاحتفالات التي أقيمت في العاصمة عند مقدم ممدوحه، ومطلعها:

بشرى، كما انبلج الصباح البادي ... بقدوم مولانا ضحى الميلاد

في ساعة بركاتها فاضت على ... كل الورى من حاضر أو بادي (٢)

وبالإضافة إلى مدح الأفراد من العثمانيين في الجزائر، هناك من الشعراء من مدح (الأتراك) عموما ونوهوا بفصلهم على الإسلام وجهادهم في سبيله، كما مدحوا الوجود العثماني في الجزائر وتوحيد البلاد في عهدهم والقضاء على الفتن الداخلية، ونحو ذلك. حقا إن هذا النوع من المدح قليل نسبيا، ولكنه يدل على أن بعض الشعراء الجزائريين كانوا يتعاطفون مع الوجود العثماني وينظرون إليه نظرة إيجابية.

وكان الشاعر ابن محلى من الذين هزتهم الغيرة على بنات المسلمين وهن في يد اليهود بوهران حين رخص النصارى لهم في حكمها، كما يقول أبو راس، فوجه الشاعر خطابه إلى بني عامر الذين كان بعضهم يتعاملون مع الاسبان يستثير نخوتهم وكرامتهم:

فمن مبلغ عني قبائل عامر ... ولا سيما من قد ثوى تحت كافر

أيا معشر الإسلام أين فحولكم؟ ... أما ابصروا في السبت عبد الحرائر

وتحت اليهودي غادة عربية ... يعالجها الخنزير فوق المزابر (٣)


(١) (الثغر الجماني) مخطوط باريس.
(٢) انظر دراستي عن هذه القصيدة في كتابي (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر).
(٣) أبو رأس (عجائب الأسفار) مخطوط الجزائر، ورقة ١١ - ١٢، وفي أصل الأبيات
فساد في النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>