للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنه كالنجم لن ينالوه بسوء، وهاجمهم بأنهم أجلاف لا يفقهون وأنهم

مغترون موتورون:

وإذا نسوا فضلي فكم من فاضل ... قبلي سقوه السم في كيسانه

نصبوا حبائل مكرهم وتعرضوا ... بسهامهم للنجم في كيوانه

من كل أرعن أهوج الأخلاق قد ... أربى على فرعون مع هامانه

أو لم ير المغتر أن العز لا ... يبقى ملابسه على فتيانه

أجلاف هذا العصر حقا لو رأوا ... حسان ما جنحوا إلى إحسانه

إن أنكروا فضلي لخبث طباعهم ... فالدر ليس يعز في أوطانه (١)

لا ندري إن كان ابن علي قد خرج من الجزائر لأغراض دينية كالحج أو

علمية أو سياسية إذ أن المصادر صامتة عن ذلك، فإذا ثبت أنه برع في الشعر على هذا النحو دون أن يدرس اللغة والأدب في غير الجزائر فذلك يزيد من إعجابنا به، وقد كانت له صلات بعلماء المغرب نذكر منهم الجامعي والورززي، وكان لابن علي شعر في كليهما، أما الأول فقد تبادل معه الشعر والنثر وكتب عنه في شرحه لرجز الحلفاوي وفي رحلته المفقودة، وأما الثاني فنعرف ما قاله فيه ابن علي حيث طلب منه الإجازة، ولكننا لا نعرف ما قال الورززي

في ان علي. وفي الديوان إشارة إلى أن ابن علي قد أجاب عن قطعة مدحه

بها أحد علماء فاس بقوله:

يمينا لقد أظهرت سحر بيان ... بلفظ بديع رائع ومعان

ويبدو مما قرأناه أن ابن علي يتفوق في شعره الذاتي على شعره الاجتماعي كالمدح. فشعره الغزلي والوصفي وفي أحوال النفس أقوى بكثير من الشعر الذي قاله مثلا في الورززي والجامعي. غير أن قصيدته الميمية في فتح وهران تظل بلا نظير، وقد أعجب الجامعي بابن علي، وسماه (أديب العلماء، وعالم الأدباء، محيي طريقة لسان الدين ابن الخطيب، الإمام الخطيب ابن الإمام الخطيب). وفي الجامعي قال ابن علي قصيدة على منوال


(١) ابن عمار (النحلة)، ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>