للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي يجنيها المصلي. وقسم الكتاب بعد ذلك إلى مجموعة من (الوسائل) فهناك (وسيلة الباء) وتبدأ بـ (اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي الهاشمي المجتبا) ولكل وسيلة عنوان يناسبها ويناسب الحرف الموضوع لها، فحرف الدال هو (وسيلة نافعة في الحال والاستقبال، منوعة على حرف الدال) أما بالنسبة لحرف الظاء (فوسيلة رفيعة الحظي، منجية من لظى، منوعة على حرف الظا) وهكذا.

٦ - التازي:

وساهم إبراهيم التازي، أستاذ السنوسي، في حركة التصوف بلسانه وقلمه وزاويته. ويهمنا أن نتعرض هنا لمساهمته بالقلم (١). وكما اشتهر معاصروه بمؤلفات التصقت بأسمائهم مثل (المقدمات) للسنوسي و (العلوم الفاخرة) للثعالبي و (واسطة السلوك) للحوضي، اشتهر التازي بقصيدته المعروفة (بالمرادية)، وهي قصيدة في التصوف، وسميت كذلك لأنه افتتحها بقوله (مرادي):

مرادي من المولى وغاية آمالي ... دوام الرضى والعفو عن سوء أعمالي

وتنوير قلبي بانسلال سخيمة ... به أخلدتني عن ذوي الخلق العالي

وإسقاط تدبير وحولي وقوتي ... وصدقي في الأحوال والفعل والقال

ونحن هنا لا نستغرب أن يطلب إبراهيم التازي من الله تعالى أن يسقط عنه التدبير وأن يجعله إنسانا غير مكلف وغير مسؤول. ولعل هذا أبعد ما وصلت إليه الصوفية في الجزائر خلال القرن التاسع، فلم يعد يعني المتصوفة أي شيء في مجتمعهم ولا ما يحدث حولهم لأمتهم، بل أصبح كل واحد منهم يطلب النجاة لنفسه وحط التكليف أو المسؤولية عنه. وستجد هذا المعنى يتكرر عند بعض المتأخرين أمثال أحمد بن ساسي البوني. ومهما كان


(١) توفي إبراهيم التازي، حسب (سلوة الأنفاس) ١/ ٢٤، سنة ٨٦٦. انظر أيضا بروكلمان ٢/ ٣٣٢ وتوجد قصيدته (المرادية) في المكتبة الوطنية بالجزائر رقم ١٨٤٦ وهي التي اطلعنا عليها. وقد زار الرحالة عبد الباسط بن خليل زاوية إبراهيم التازي في وهران وتحدث عنها وعنه في رحلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>