للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموت بنفسه، ومع الفارس الروماني الخامس، تحققت أمنية ذلك الفتى المجهول في الشهادة، فقطع ذلك العلج الرومي رقبته، فطارت رقبة الغلام على الأرض، فاستشهد ذلك البطل المجهول ليوصل رسالة أبي عبيدة عامر بن الجراح إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولتبدأ فصول ملحمة إنسانية خالدة ما عرفت أرض الشام مثلها من قبل. . . . لقد بدأت معركة اليرموك!

لقد بدأت هذه المعركة الباسلة، فاندفع جيش يقترب من نصف مليون مقاتل كأنهم سيل جارف نحو ٣٢ ألف مسلم فقط، فأصبحت جحافلهم تندفع نحو المسلمين كأنها أسراب جراد تنتشر من كل اتجاه، فقاتل المسلمون بشراسة، إلّا أن أعداد جيش الإمبراطورية الرومانية كانت أكثر من أن تحصى، فلا يقتل المسلمون واحدًا منهم حتى يظهر عشرة مكانه! فمالت كفة الروم في المعركة، وحاصر الرومان جيش المسلمين من كل جانب، وأصبح المسلمون قاب قوسين أو أدنى من هزيمة ساحقة، وعند تلك اللحظة فقط يظهر دور العظماء، وعند تلك اللحظة فقط جاء دور عظيم جديد من عظماء أمة الإسلام المائة، هذا العظيم اتخذ أصعب قرار يمكن أن يتخذه الإنسان في حياته، فمن قلب معمعة المعركة قرر هذا العملاق الإسلامي إنشاء أول كتيبة من نوعها في تاريخ الإنسانية جمعاء، هذه الكتيبة عرفت في كتب التاريخ باسم "كتيبة الموت"!

فما هي قصة هذه الكتيبة الفدائية؟ وكيف حوَلَّت مجرى المعركة بشكل عجيب؟ ومن هو ذلك البطل الإسلامي العظيم الذي كتب اسمه بحروف من نور في سجل الشرف الإسلامي؟ وما قصة شربة الماء التي مات ثلاثة من أبطال المسلمين قبل أن يشربوها؟

يتبع. . . .

<<  <   >  >>