للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرسالة، وأنه في سنة خمس وسبعين في قيد الحياة لا يقصر سنه عن الثمانين، ولي قضاء طرابلس سنين ثم عزل عنها ورجع لتونس فتولى مشيخة مدارس أعظمها المنسوبة لقائد ينيل عوضًا عن إبراهيم الأخضري وهو أحد الأئمة الحافظين لفروع المذهب- اهـ.

قلت: له شرحان على المختصر كبير في ستة أسفار وقفت على أجزاء منه حسن مفيد فيه أبحاث وتحرير، يعتني بنقل التوضيح وابن عبد السلام وابن عرفة ويبحث معهم وينقل الفقه المتين. وشرح آخر مختصر في سفرين، وله أيضًا شرحان على أصول السبكي وقفت على الصغير في سفر حسن مفيد، ومختصر نوازل البرزلي في سفر، أخذ عن الحافظ البرزلى والإمام عمر القلشاني والإمام قاسم العقباني والفقيه أبي القاسم ابن ناجي وغيرهم، وأخذ عن الإمام زروق وغيره.

فائدة:

لا بأس بذكرها هنا لا ذكر خليل في مختصره أنه لا يقبل شهادة عالم على مثله جريًا على ما حكاه ابن عات عن الشعباني لأنهم يتحاسدون كالضرائر والحسود ظالم لا تقبل شهادته على من ظلمه، قال صاحب الترجمة: هذا كلام ساقط ويكفي في إبطاله تناقض بعضه لبعض لأنه أثبت لهم وصف الظلم ومن ثبت ظلمه لا يشهد على أحد ولا تجوز روايته لأن الظلم فسق، وهو مانع من الشهادة وذلك يناقض قوله أولًا تجوز شهادته في كل شيء وَرَدُّ شهادتهم على الإطلاق لم يقل به أحد، وقد نقل هذا القول المتيطي عن الثوري ومالك بن دينار، وهذا الكلام إن أريد به من ثبت ذلك بينهم فغير مختص بهم وإن أريد بذلك العموم فقول معارض لأدلة الشرع، وما أحسبه يصدر من عالم ولعله وهم من النقلة، وبماذا يخرج نفسه منهم لأن قائله إن كان عالمًا فقد دخل في ذلك فقوله غير مقبول، وإن كان غير عالم فلا عبرة بقوله، وكيف يصح أن يقال يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله وقد قال عليه السلام: العلماء ورثة الأنبياء، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وقال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} الآية.

<<  <   >  >>