للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبا المكارم محمد البكري وتبرك به وقيد عنه فوائد ثم رجع لبلاده فقعد للتدريس والإفادة قليلًا وألف شرح تخميسات العشرينيات الفازازية لابن مهيب في مدحه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يكمل وشرح منظومة المغيلي في المنطق شرحًا جامعًا حسنًا، وكتب حاشية على شرح التتائي علي خليل نبه فيه على مواضع السهو منه، وقطعًا على مواضع من خليل وشرحًاً يسيرًا جدًا على جمل الخونجي وفي الأصول وغيرها، وعلى الصغرى للسنوسي والقرطبية، وجلس لإسماع البخاري في رجب وتالييه نحو خمسٍ وعشرين سنة ثم مسلم كذلك حتى توفي في شعبان عام إحدى وتسعين وتسعمائة، ثقل عليه لسانه وهو يقرأ صحيح مسلم في الجامع يوم الخميس ثالث عشر منه فأشار عليه شيخنا العلامة محمد بغيع فقطع القراءة وكان جالسًا بحذائه، ثم توفي ليلة الاثنين بعده سابع عشر من الشهر.

أخذ عنه جماعة منهم العلامتان الصالحان الفقيهان الاخوان شيخنا محمد وأخوه أحمد ابنا الفقيه محمود بغيع قرآ عليه الأصول والبيان والمنطق وغيرها، والفقيهان الاخوان القرينان عبد اللَّه وعبد الرحمن ابنا الفقيه محمد بن عمرت، وحضرت أنا عليه أشياء عدة وأجازني جميع ما يجوز له وعنه وكتب لي بخطه وسمعت بقراءته الصحيحين والموطأ والشفاء.

مولده في الحرم فاتح تسعة وعشرين وتسعمائة، ورأيت بعد وفاته بمدة بعض معارفي ممن مات بعده في عالم النوم وسألته عن حال جماعة ماتوا من أهل بيتنا وغيرهم فأخبرني بحالهم وقلت ما حال والدي فقال: أُعطي والدك أفضل مما أعطي الفقيه أحمد بن سعيد حفيد الفقيه محمد، فرآني كأني أتعجب من ذلك فقال لي: كذلك كان- اهـ.

ثم بعد ذلك أخبرني بعض الناس أنه رأى تلك الرؤية قالها لي ابتداء من غير أن أخبره برؤيتي، فقوي ظني بذلك والمواهب بيد اللَّه سبحانه.

١٤٥ - أحمد بن سعيد سبط سيدي البركة محمود بن عمر.

كان عالمًا -رحمه اللَّه- بالفقه مطلعًا عليه حافظًا مدرسًا، حضر على جده

<<  <   >  >>