للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لامه في الرسالة وخليل مدة، ثم أخذ عن غيره المختصر والمدونة وقعد وجلس للتدريس من عام ستين إلى وفاته في المحرم فاتح ست وسبعين وتسعمائة، وتزاحم عليه الناس وانتفعوا به أخذ عنه الاخوان الشقيقان الفقيهان شيخنا العلامة محمد وأخوه أحمد قرآ عليه الموطأ والمدونة ومختصر خليل وغيرها، وله استدراكات في الفقه وحاشية لطيفة على خليل اعتنى فيها بالنقل واعتمد على نقل البيان والتحصيل. مولده عام أحد وثلاثين، أدركته وحضرت درسه وأنا صغير -رحمه اللَّه.

١٤٦ - أحمد بن علي بن عبد اللَّه المنجور (١)

عرف بالمنجور الفاسي آخر فقهاء المغرب ومشاركيهم في الفنون فقهًا وأصولًا وبيانًا وقراءة وعربية وفرائض وحسابًا ومنطقًا وعروضًا، إلى مطالعة التواريخ والحديث، خدم العلم عمره حتى صار بآخرة شيخ الجماعة، قال تلميذه الشريف عبد الواحد الفيلالي في فهرسته بعد ذكره كثيرًا مما قرأ عليه وسمعت منه من غرر الفوائد ودرر الفرائد ما لو تعرضت لكتبه لخرجت عن حد الإكثار وهو نهاية في تحقيق ما ينقل ويقول، مشارك في فنون العلم له في كل منها الحظ الأوفر والنصيب الأكبر إلى مزيد تحقيق وتدقيق في كل ما يتعاطاه من ذلك ما ليس لغيره، وله عناية عظيمة بالمطالعة والإقراء لا يمل ولا يضجر، منصفًا في المراجعة جنوحًا إلى الصواب مهما تعين وعند من تعين، صدوقًا في النقل متثبتًا في الإملاء قوي الإدراك ثابت الذهن صافي الفهم، وهو وإن كان معه في بعض الأوقات حدة تمنع المتعلم من مراجعته والإكثار من مباحثته فهو مغتفر في جانب محاسنه، استفدنا منه فوائد جمة وفتح بصائرنا وسمعنا منه علمًا غزيرًا في الأدب والتاريخ والعروض وغيرها بمراكش وفاس، ألف مراقي المجد في آيات السعد وشرح المطول ومختصرًا على قصيدة عقيدة العالم الحجة أحمد بن ذكري في الكلام، وشرحًا ظريفًا لقواعد الزقاق المنظومة


(١) انظر ترجمته في: أخبار مكناس ١: ٣١٩، وسلوة الأنفاس ٣: ٦٠، وبروكلمان ١١: ٦٩٧، وفهرس الفهارس ٢: ٦، ومعجم المؤلفين ٢: ١٠. وذكر ترجمته مختصرة في "وجه الابتهاج" ص ٧٩ وهو مما يدل على أن وجه الابتهاج كتاب آخر غير النيل وإن كان يشتمل على كثير من تراجمه كالكفاية.

<<  <   >  >>