للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القدوة الحجة الفهامة، حامل لواء المذهب بزمانه بمصر، ذكره ابن فرحون في الأصل وقال: إنه من أجناد الحلقة المنصورة يلبس زيهم متقشفًا منقبضًا عن أهل الدنيا، جامع بين العلم والعمل مقبلًا على نشر العلم والعمل، حضرت بالقاهرة مجلس إقرائه الفقه والحديث والعربية، كان صدرًا في علماء القاهرة مجمعًا على فضله وديانته أستاذًا ممتعًا من أهل التحقيق، ثاقب الذهن أصيل البحث مشاركًا في فنون من فقه وعربية وفرائض فاضلًا في مذهبه، صحيح النقل نفع اللَّه به المسلمين.

ألّف شرح ابن الحاجب شرحًا حسنًا وضع اللَّه عليه القبول وعكف الناس على تحصيله، ومختصرًا في المذهب بيّن فيه المشهور مجردًا عن خلاف، فيه فروع كثيرة جدًا مع الإيجاز البليغ، أقبل عليه الطلبة ودرسوه، وكانت مقاصده جميلة، حج وجاور وله منسك وتقاييد مفيدة -اهـ- ملخصًا.

قال ابن حجر في الدرر الكامنة: سمع من ابن عبد الهادي، وقرأ على الرشيدي في العربية والأصول وعلى الشيخ المنوفي في فقه المالكية وشرح في الاشتغال بعد شيخه وتخرج به جماعة، ثم درس بالشيخونية وأفتى وأفاد، ولم يغير زي الجند، وكان صينًا عفيفًا نزيهًا، شرح ابن الحاجب في ست مجلدات انتقاه من ابن عبد السلام وزاد فيه عزو الأقوال وإيضاح ما فيه من الأشكال، وله مختصر في الفقه نسج فيه على منوال الحاوي، وجمع ترجمة لشيخه المنوفي تدل على معرفته بالأصول، وكان أبوه حنفيًا يلازم الشيخ أبا عبد اللَّه بن الحاج ويعتقده فشغل (١) ولده مالكيًا بسببه- اهـ.

وقال أبو الفضل بن مرزوق الحفيد: تلقيت من غير واحد ممن لقيته بالديار المصرية وغيرها أن خليلًا من أهل الدين والصلاح والاجتهاد في العلم إلى الغاية حتى إنه لا ينام في بعض الأوقات إلا زمنًا يسيرًا بعد طلوع الفجر ليريح النفس من جهد المطالعة والكتب، وكان مدرّس المالكية بالشيخونية


= الحجال ١/ ٢٥٧، وكفاية المحتاج (مخطوط) ٤٤ أ، ب.
(١) كذا في النسخة المطبوعة وفي الدرر الكامنة ولعلها (فتحول).

<<  <   >  >>