للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتداعت أركانه ثم ركب عليه- اهـ.

وذكر الشيخ زروق أنه مات عن مائة وعشرين سنة، وذكر غيره أنه مات عن نحو تسعين سنة وكأنه أشبه. أخذ عنه الشيخ الصالح يوسف بن عمر الأنفاسي والإمام الحافظ أبو عمران العبدوسي وجماعة.

٢٩٠ - عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن الإمام أبو زيد (١).

الإمام العلامة الجليل الكبير المجتهد الشهير هو وأخوه شقيقه أبو موسى عيسي بابني الإمام التلمسانيان العالمان الراسخان والعلمان الشامخان المشهوران شرقًا وغربًا الحافظان العلامتان، ذكرهما ابن فرحون في الديباج، قال: أبو زيد شيخ المالكية بتلمسان العلامة الأوحد أكبر الأخوين المشهورين بأولاد الإمام التنسي البرشكي وهما فاضلا المغرب في وقتهما، وكانا خصيصين بالسلطان أبي الحسن المريني، تخرج بهما كثير من الفضلاء، لهما التصانيف المفيدة والعلوم النفيسة. توفى أبو زيد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة- اهـ.

قال تلميذهما الإمام القري: كانا رحلا في شبابهما من بلدهما تلمسان إلى تونس فأخذا بها عن ابن جماعة وابن العطار والبطروني وتلك الطبقة وأدركا المرجاني من أعجاز المائة السابعة، ثم ورد في أول المائة الثامنة تلمسان على أمير المؤمنين وهو محاصر لها وفقيه حضرته يومئذ أبو الحسن علي بن يخلف التنسي، ورحل الفقيهان إلى المشرق في حدود العشرين وسبعمائة فلقيا علاء الدين القونوي وكان بحيث لا نظير له، ولقيا أيضًا الجلال القزويني صاحب التلخيص، وسمعا البخاري على الحجار، وقد سمعت أنا عليهما وناظرا التقي بن تيمية فظهرا عليه، وكان ذلك من أسباب محنته وكان للتقي المذكور مقالات شنيعة من حمل حديث النزول على ظاهره وقوله فيه كنزولي هذا، قلت: وهذه الزيادة أعني قوله كنزولي هذا أثبتها عليه ابن بطوطة فذكر في رحلته أنه حضر ابن تيمية يومًا وهو على المنبر فذكر حديث النزول ثم قال كنزولي هذا فنزل عن درجة المنبر إلى التي تحتها- اهـ. نعوذ باللَّه من تلك


(١) ترجمته في الأعلام ٣: ٣٣١، تعريف الخلف ١: ٢٠١ - ٢١٣.

<<  <   >  >>