للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم توجه لبجاية ثم لتونس ثم رحل لمصر فولاه سلطانها الظاهر برقوق قضاء المالكية وتصدر للاقراء بالجامع الأزهر وصنف تاريخه الكبير في سبع مجلدات سماه العبر في تاريخ الملوك والأمم والبرير، وكان يسلك في اقرائه مسلك الأقدمين كالغزالي والفخر مع إنكار طريقة طلبة العجم ويقول: إن اختصار الكتب في كل فن والتعبد بالألفاظ على طريقة العضد وغيرها من محدثات المتأخرين والعلم وراء ذلك كله، وكان يقدم بديع ابن الساعاتي على مختصر ابن الحاجب ويقول: إنه أقعد بالفن زاعمًا أن أبوه الحاجب لم يأخذه عن شيخ، وفيه نظر، وتكرر عزله مرارًا من القضاء وولايته نسب في تاريخه الى عظيمة نقلها عنه أبو الحسن بن أبي بكر.

قال ابن حجر: ولم يوجد في تاريخه مات قاضيًا فجأة يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة ثمان وثمانمائة عن ست وسبعين دون أشهر، ودفن في مقابر الصوفية خارج باب النصر- اهـ.

قلت: وعرّف هو بنفسه في تاريخه فأطال فيه نحو أربعة وأربعين ورقة من كامل الشامي وذكر فيه أنه حين رجع لتونس ازدحم عليه طلبة ابن عرفة وغيره وأنه وقع بينه وبين ابن عرفة شيء.

وممن أخذ عنه الإمام ابن مرزوق الحفيد والشيخ البسيلي والبدر الدماميني والعلامة البساطي وغيرهم.

٢٩٨ - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن الشريف التلمساني المشهور بأبي يحيى الشريف (١).

الإمام العلامة المحقق الأعرف ابن الإمام العلامة المحقق أبي عبد اللَّه الشريف، كان من الآيات في القيام بتحقيق العلوم والاتقان لها ومعرفتها محققًا نظارًا حجة، قال الإمام ابن العباس: الإمام العلامة الأوحد شريف العلماء وعالم الشرفاء آخر المفسرين من علماء الظاهر والباطن ابن العلماء الأئمة- اهـ.


(١) ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢٥١.

<<  <   >  >>