للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويحضر اليسيتني وعبد الوهاب الزقاق وابن مجبر والتفسير، بنقل ابن عطية والصفاقسي ومواضع من الزمخشري، ومن الرضاع على المغني والبخاري وابن حجر مستوفيًا له لأنه شرط الحبس، تولى القضاء ثمانية عشر عامًا ثم الفتيا بعد موت ابني هارون، وكان عدلًا مهيبًا ذا سمت وتؤدة وسكون، فصيح العبارة آية في إنشاء الخطب البليغة، قويم الطبع ورقيقه، يهتز لسماع الألحان وآلات الطرب. اجتازت عليه يومًا عمارية معها طرب من الزمارة المسماة بالغياطية وطبل وبوقات فأصغى إليها وقال: ما تأتي هذه العمارية لهم حتى أنفقوا مالًا ونحن سمعناه مجانًا، وفتاويه محررة محققة، يطالع الكتب والنوازل.

له نظم كثير في مسائل كشهادة السماع ومفتيات البيع الفاسد وما يفتيه حوالة السوق ومواضع الإقالة في البيع وغيرها، جمعها أبو زيد الكلالي، وله نظم قواعد أبيه إيضاح المسالك نظمًا مستوفيًا وزادها قواعد بأمثلتها وصورًا ومثلا انتزعها من مختصر ابن عرفة ولم تتم الزيادة، وقد شرحته شرحًا وافيًا مفيدًا، توفي مقتولًا في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وتسعمائة عن نحو سبعين سنة. ويذكر عن الفقيه أبي شامة أنه رآه بعد وفاته فسأله عن حاله فأنشده:

لَقَدْ عَمَّني رضوانُ ربي وفَضْلُهُ ... وَلَمْ أَرَ إلَّا الخيرَ في وَحْشَةِ القَبْرِ

وإني [لسَآل] (١) الإله بفضلِهِ ... ليحفظني يومَ الخروج إلى الحَشْرِ

ومَا بَعدَ ذَاكَ منْ أُمُورٍ عَسِيرةٍ ... كنشر الكتابِ والجوازِ على الجسرِ (٢)

-اهـ- كلام المنجور ملخصًا.

قلت: وله شرح على ابن الحاجب الفرعي في أربعة أسفار أخبرني به من رآه.


(١) كلمة غير واضحة في الأصل.
(٢) في الأصل تحريف في بعض كلمات البيتن الأخيرين والتصويب من نسخة خ ح رقم ٢١٣٩.

<<  <   >  >>