للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حرمهم وفعل أنواع البر أفضل مما سواها مما أحدث، إذ لا يخلو من مزاحم في النية أو مفسد للعمل أو دخول شهوة، وطريق الحق والسلامة معروف، فالأفضل تكثير الصلاة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأعمال البر -اهـ- ملخصًا.

٣٦٦ - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني أبو مهدي التونسي (١).

قاضي الجماعة بها وعالمها وصالحها وحافظها وخطيبها، قال الشيخ الثعالبي: شيخنا أوحد زمانه علمًا ودينًا- اهـ.

ووصفه تلميذه أبو القاسم بن ناجي بأنه ممن يظن به حفظ المذهب بلا مطالعة، وبالغ في الثناء عليه في غير موضع، بل نقل عنه عصريه أبو القاسم البرزلي في ديوانه في غير موضع. قال السخاوي في تاريخ أهل المائة التاسعة فيه: قاضي تونس وعالمها، أخذ عنه أحمد القلشاني (٢) والشرف العجيسي وغيرهما، مات عام ستة عشر وثمانمائة- اهـ.

قلت: بل أخذ عنه غالب تلاميذ ابن عرفة المتأخرة وغيرهم كالبسيلي وأبي يحيى بن عقبة وعمر القلشاني وأبي القاسم القسنطيني وأبي الحسن علي بن عصفور وابن ناجي والزلديوي في خلق كثير، قال ابن ناجي: ما رأيت أصح منه نقلًا ولا أحسن منه ذهنًا ولا أنصف منه، مع كمال الرئاسة وشاهدت بعض جهال الطلبة، وكان مؤدبًا تلقاه لما قام في مجلسه وسجد بين يديه مشتكيًا له بإنسان، فصاح عليه وانتهره وهرب منه وغضب لمخالفته السنة وحلف له لا أسمع منه الآن كلمة واحدة- اهـ.

وقال تلميذه الأمير أبو عبد اللَّه المدعو الحسن بن السلطان أبي العباس: شيخنا ابن عرفة وشيخنا الغبريني ممن يجتهد في المذهب ولا يحتاج للدليل على ذلك، إذ العيان شاهد بتلك- اهـ.


(١) ترجمته في: تاريخ ابن الشماع ١٥٢، شجرة النور الزكية ص ٢٤٣، الضوء اللامع ٣: ١٥١، والحلل السندسية ٦١١ وأعلام الجزائر ٢٥٠.
(٢) كذا في شجرة النور الزكية، وفي الضوء اللامع: القلجاني وهو تصحيف.

<<  <   >  >>