للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرويين المعدودين، انتفع به خلف كثير حتى كان يقال: الذكر لأبي بكر بن عبد الرحمن والتعلم لأبي حفص العطار، لأن أبا بكر هو شيخه وبرع عليه حتى ناهزه أو قارب، وكان موفقًا في أجوبته، لم يُرَ بالقيروان معلم أحسن تعليمًا منه ومات قبل شيخه أبي بكر بن عبد الرحمن فقال الشيخ: رحمك اللَّه يا أبا حفص فقد كنت تنصرني وتكفيني كثيرًا من الفتيا، وله تعليق نبيل جدًا على المدونة أملاه سنة سبع وعشرين وسنة ثمان بعده وأربعمائة- اهـ.

٣٧٢ - عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب بن عمر بن واجب القيسي البلنسي صاحب الأحكام (١).

سمع أباه وأبا بحر الأسدي وابن العربي وابن اسيد، وأجازه ابن رشد وأبو الحسن شريح، وتفقه بأبي محمد بن سعيد قاضي بلنسية ولازمه طويلًا وعرض تهذيب البرادعي أربع عشرة مرة، وكان فقيهًا حافظًا للمسائل بصيرًا بالأحكام، مقدّمًا في الشورى محسنًا للفتيا درس الفقه وأخذ عنه ونوظر عليه في حياة أبيه وبعده، ولم يعتن بالحديث، غلب عليه الفقه مع تواضع ونزاهة وهدى حسن ولين جانب، واكتفاء بالكفاف والانقباض عن السلطان وتودد الناس وإعطاء السوية من نفسه، مع رئاسة وجلالة متوارثة، ناب لأبيه في الأحكام وقت قضائه ببلنسية وشاطبة وغيرهما.

حدّث عنه حفيده شيخنا أبو الخطاب أحمد بن محمد وأبو عمرو بن عياد. توفي ببلنسية يوم الجمعة آخر رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة ودفن يوم الفطر، مولده سنة ست وسبعين وأربعمائة عن اثنين وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، وهو آخر حفاظ المسائل شرق الأندلس. صح من ابن الابار.

٣٧٣ - عمر بن عزون السلمي (٢).

الشيخ الفقيه الجليل الفاضل المحصل أبو علي، رحل للشرق وقرأ بها


(١) انظر ترجمته في شجرة النور الزكية ص ١٣٥ وتكملة الصلة ٢/ ٦٥٦.
(٢) انظر ترجمته في عنوان الدراية ص ٢٥٠.

<<  <   >  >>