للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٨ - محمد بن مسلم بن محمد بن أبي بكر القرشي الصقلي المازري (١).

سكن الاسكندرية، قال القاضي عياض في الغنية: أخذ عن شيوخ صقلية، سمع الحديث من أبي بكر الطرطوشي ودرس الكلام والأصول على أبي محمد الحنفي والنحو على أبي القاسم بن القطاع وأبي حفص السوسي، وغلب عليه الكلام والتحقيق وتقدم فيه تقدمًا برز على أهل وقته فيه، وصنف فيه تصانيف قوية كبارًا ككتاب البيان لشرح البرهان وكتاب تأييد التمهيد وتقييد التجريد وكتاب المهاد في شرح الإرشاد، ورحل إليه الناس في هذا الشأن وناظر الفرق، وكتب إليّ من مصر يجيزني تآليفه، وعمّر فكانت وفاته (٢)، صح منه.

٤٨٩ - محمد بن عبيد اللَّه الاشبيلي (٣).

أبو عبد اللَّه بن مجاهد زاهد الأندلس، كان رحمه اللَّه علامة العلماء في وقته وشيخ مشيخة الصوفية، غلب عليه الزهد والانقطاع، مقتديًا في جميع أحواله بالصحابة والسلف، بعيدًا عن الملوك مع شدة رغبتهم فيه. قال القاضي ابن عبد الملك: كان ابن مجاهد واحد وقته علمًا وزهادة واجتهادًا في العبادة، معدودًا من الأولياء ذوي الكرامات الشهيرة وإجابة الدعاء، من الأبدال الأفراد لا يمثل إلا بالصدر الأول منافرًا للملوك مع شدة رغبتهم فيه لا يقبل منهم كثيرًا ولا قليلًا، له غرائب أحوال منها: أن بعض أمراء الموحدين تشفع إليه في قبول صلة بعثها إليه، فبعد وفاة ابن مجاهد وجدت في تركته مكتوبًا عليها لفلان بن فلان.

وذكر الأستاذ ابن طلحة أن بعض السلاطين قدم اشبيلية فاستدعاه مع العلماء لمجلسه ليشاركهم في أمور المسلمين، فلما انصرفوا عن الأمير قال


(١) انظر ترجمته في الغنية ص ١٥٦.
(٢) في الغنية: فكانت وفاته بعد العشرين وخمسمائة.
(٣) انظر ترجمته في معجم المؤلفين ١: ٢٤٠، تكملة الصلة ١/ ٢٤٠، والمرقبة العليا ص ١٠٦، وشذرات الذهب ٤/ ٢٤٨.

<<  <   >  >>