للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جليلًا. قال ابن الزبير: كان من أفضل الناس وأحسنهم عشرة وألينهم كلمة وأكثرهم خلقًا، وذكره صاحب الذيل والأستاذ الطراز والقاضي ابن عبد الملك وأطنب فيه وعيرهم، أخذ عن جماعة كأبي بكر بن طلحة بن عطية وعبد المنعم بن عبد الرحيم وأبي الحسن بن كوثر وأبي بكر بن أبي زمنين وغيرهم، وكان كثير الرواية من أهل الضبط والتقييد والاتقان بارع الخط حسن الوراقة أديبًا بارعًا ذاكرًا للتاريخ نقادًا حافظًا للأسانيد، ثقة عدلًا مشاركًا في فنون، روى عنه ابن المرابط ألف تاريخ علماء البيرة واحتفل فيه، وكتابًا في الأنساب والأربعين حديثًا وفضائل القرآن وبرنامج رواياته. ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في شعبان سنة تسع عشرة وستمائة ببلده -اهـ- ملخصًا من الإحاطة لابن الخطيب.

٤٩١ - محمد بن إبراهيم المشتهر بالأصولي (١).

من أهل بجاية تقضى في مدن من الأندلس وبمراكش وببجاية ثلاث مرات آخرها سنة ثمان وستمائة، وكان جلدًا صلبًا قوي الجأش، ومن ظرفه أنه حضر مجلس السلطان وأحضرت فيه لآليء نفيسة في طبق وعرضت على حاضري المجلس فاستحسنوها وعدت ففقدت منها واحدة، فهمّ أمير المؤمنين يفتشهم فأشار عليه بإحضار قلة ماء مملوءة ويدخل فيها كل إنسان يده يستبرأ على الفاعل، فسيقت القلة فلما انتهت إليه ليدخل يده فيها امتنع وقال صبوها فإن وجدتم حاجتكم وإلا فهي عندي فصبوها فوجدوها فخلص من الشك، وهذا من نبله وسياسته، كان عالمًا بالفقه والأصلين والخلاف والجدل شديدًا على الولاة، جرى بينه وبين والي بجاية كلام فيه غلظة فقال له الوالي: واللَّه لقد أصاب فيكم أمير المؤمنين المنصور فقال: إن كان أصاب المنصور فأخطأ أمير المؤمنين الناصر فأفحمه فرجع الوالي واسترضاه. توفي ذبيحًا ببجاية أواخر سنة اثنتي عشرة وستمائة. صح من عنوان الدراية للغبريني.


(١) انظر عنوان الدراية ٢٠٨، دليل مؤرخ الغرب ١/ ٨٧، تكملة الصلة ٣٧٦، تعريف الخلف ٢/ ٣٢٧، أعلام الجزائر ١٨.

<<  <   >  >>