للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سفارة الملوك، وولي القضاء في الأحكام الشرعية، فهو صدر من صدور القطر وأعيانه، يرخص في لبس الحرير وخضاب السواد.

له تآليف منها جزء في بيان الاسم الأعظم كثير الفائدة، وكتاب اللباس والصحبة جمع فيه طرق المتصوفة المدعى أنه لم يجتمع مثله، وجزء في الفرائض على الطريقة البديعة التي ظهرت بالشرق، ورجز في الجدل، وآخر في الأحكام الشرعية سماه الفصول المقضية في الأحكام المنتخبة، وله نظم ونثر كثير. ومولده بغرناطة عام ثلاثة عشر وسبعمائة وامتحن بالأسر عام ثمانية وستين في ربيع الأخير، ثم فك آخر ذلك الشهر.

قلت: وممن أخذ عنه القاضي أبو بكر بن عاصم صاحب تحفة الحكام.

١٥ - إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الأخناوي (١).

كان شافعيًّا ثم تحول مالكيًا كعمه، ولي الحسبة ونظر الخزانة، وناب في الحكم، ثم تولاه استقلالًا سنة ثلاث وستين وسبعمائة إلى أن مات، وكان مهيبًا صارمًا، قوّالًا بالحق، قائمًا بنص الشرع، رادعًا للمفسدين، نافذ الكلمة عظيم الحرمة، مفصلًا مصممًا، لا يقبل رسالة ولا شفاعة، بل يصدع بالحق ولا يقضي على باطل، ولا يولي إلا مستحقًا، وكان مع ذلك كثير الحلم والستر على من لم يجاهر، وكان مسعودًا في مباشرته، تعرض له جماعة في منصبه فانتصف منهم ونكل بعضهم وهرب بعضهم فما عاد للبلاد إلا بعد موته. له في كل قلب رهبة ولكل أحد إليه رهبة، كثير الأفاضل على مذهبه، صح من "رفع الاصر عن قضاة مصر" للإمام ابن حجر من (أعيان الأعيان) للسيوطي، زاد فيه له مختصر، توفي في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة.

١٦ - إبراهيم بن عبد الحق الحسناوي التونسي (٢).

قال الشيخ إسماعيل بن الأحمر في فهرسته: شيخنا الفقيه المتفّنن الكاتب


(١) راجع الدرر الكامنة ١: ٥٨، وشذرات الذهب ٦: ٢٥٠، الضوء ١١: ١٨٣، حسن المحاضرة ١: ٢٦٢، إيضاح المكنون ٧٢٤:٢، معجم المؤلفين ١: ٨٨.
(٢) جذوة الاقتباس ١: ٩٧، سلوة الأنفاس ٣: ٢٥٤، درة الحجال ١: ١٨٣، أعلام المغرب العربي ١: ١٣٥.

<<  <   >  >>