للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مالك، رحمه اللَّه تعالى، ولا كلفة عليه في كتب الفتيا، كان فصيحًا في كتبه وجيز العبارة، له مشاركة في علوم الشريعة واعتكافه على قراءة المذهب، لازمته بغرناطة وحضرت عليه كتبًا متعددة، منها: كتاب مسلم إلّا بعضه والموطأ والتهذيب غير مرة والجلاب والتلقن والرسالة وابن الحاجب الفرعي وخليل وبعض مقدمات ابن رشد والمدونة وقرأت عليه التهذيب من أوله إلى أثناء البيوع وبعض مختصر خليل والشافل.

توفى، رحمه اللَّه تعالى، يوم الثلاثاء سابع رمضان عام خمس وستين وثمانمائة وتأسف الناس لفقده وحضر جنازته السلطان فمن دونه، مولده كما وجدته بخط والده ليلة الثلاثاء بين العشاءين لخمس وعشرين مضين من ربيع الأخير عام أربعة وثمانين وسبعمائة، ورثاه الأديب العارف الماهر اللغوي الشيخ أبو عبد اللَّه بن الجبير اليحصبي بقوله:

بكتك رسوم الدين يا واحد (١) العليا ... ونورك لما غاب أظلمت الدنيا

لئن صدع الإسلام فيك فطالما ... صدعت بأحكام الشريعة والفتيا

على نعشك انثالت نفوس أولي النهي ... وقد زهدوا في العيش بعدك والبقيا

وقد بسطوا أيدي الدعاء بقولهم ... مناجن رب العزة الواحد الحيا

على السرقسطي الرضا منك ورحمة ... تعود على مثواه بالغيث والسقيا

-اهـ- ملخصًا، واللَّه أعلم. وعمره، على ما قال، احدى وثمانون سنة وأربعة أشهر واثنا عشر يومًا.

٦٥٦ - محمد بن محمد بن عيسى العقوي الزلديوي التونسي (٢).

من أصحاب ابن عرفة، قال الشيخ زروق في كناشته: هو شيخ تونس في وقته وقاضي الأنكحة بها. وقال السخاوي: كان عالمًا ولى قضاء الأنكحة وانتفع به الفضلاء كأحمد بن يونس، وقال: إنه أخذ عنه العربية والأصلين والبيان والمنطق والطب والحديث وغيرها من الفنون العقلية والنقلية، وله


(١) في رحلة القلصادي: يا أوحد.
(٢) انظر ترجمته في الضوء اللامع ٩: ١٧٩، ١٨٠، إيضاح المكنون ١: ٣٠٥، معجم المؤلفين ١١: ٢٥٥.

<<  <   >  >>