للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الفقه والنحو والأصلين والمنطق أبو عبد اللَّه بن الأزرق، بحيث كان جلُّ انتفاعه به، وقال: إنه مات بغرناطة سنة سبع وستين وثمانمائة- اهـ.

وقال عصريُّه الإمام أبو يحيى بن عاصم بن أبي بكر بن عاصم: "كان صاحبنا أبو إسحاق عالما متفننًا محققًا نظارًا وأستاذًا، فوائد تدريسه لجين ونضار، كلًا بل جواهر ويواقيت ومناسك من السعادة مواقيت، بحسب الطالب الموثوق بفهمه، المعروف للتحصيل مواقع سهمه أن يلازم حلقة تعليمه، وأن يشد يد المنة بما يلقن من محصول تفهيمه، فاكسير الإفادة إنما حصله الواصلون من جابر صنعته، وكيمياء السعادة إنما تلقفها الظافرون في نضرة روضه المخضل وينعته- اهـ".

قال ابن الأزرق: فهذا ما وصف به هذا الرئيس الجليل العلم، إمام التحقيق وعلم أعلامه- اهـ.

وقال القلصادي في رحلته: لازمت بغرناطة شيخ علماء الأندلس في وقته سيدي أبا إسحاق بن فتوح (١)، كانت له مشاركة في العلوم مع تحقيقها، خصه اللَّه تعالى بفكر نقاد وذهن منقاد فانتفع به الجهابذة والنقاد، تخرج على يديه أكثر طلحة الأندلس الأعيان، وطالت مدة اقرائه للعلوم، فألحق الأصاغر بالأكابر. كان اعتناؤه بالأصلين والمنطق والعاني والبيان، له تحقيق بالتفسير والحديث، عالمًا بالعربية، حافظًا اللغة والأدب والشعر وغيرها، ثاقب الذهن لا يعسر عليه ما ينتحله من العلم إذا سُئل عن معنى حديث أو مشكل بيت، ولا يذكره من كتب اللغة، فلابد أن يحمله على وجه يصح في العربية، ثم إذا بحث عنه في كتب اللغة وجد كما قال.

لم أر مثله في نوعه غير شيخنا ابن عقاب الجزامي التونسي، ولم يكن في وقت إدراكي له يعتني بالعربية ولا بالتأليف وإنما كتب على الأسطرلاب،


= (راجع الفهرس)، شجرة النور الزكية ١: ٢٦٠، أعلام المغرب ١: ١٤٠، وفيه: إبراهيم بن أحمد، والضوء اللامع ١: ١٥٧، رحلة القلصادي ١٦٢، ١٦٦.
(١) رحلة القصادي ص ١٦٢ وما بعده، نقل بتصرف محدود من ص ١٦٦ - ١٦٨.

<<  <   >  >>