للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشيخه محمد بن أبي سعيد السلوي والحافظ الحجة أبي محمد العبدوسي.

وأخذت عنه كثيرًا من كتب القراءات والحديث دراية ورواية ولازمته سنن في التفسير، ينقل كلام ابن عطية والصفاقسي ويضيف إليه كلام الزمخشري والانتصاف والطيبي وغيرها، وفي الألفية بالمرادي مستوفى، مع أبحاث من كلام ابن أبي الربيع وأبي حيان وابن هانيء وأبي إسحاق الشاطبي وغيرهم، وأبعاضًا من كتاب سيبويه والإيضاح والتسهيل والمغني وشرح بانت سعاد لابن هشام والبداية للغزالي وغيرها، وأجازني الجميع.

ومن عادته إطالة البحث عما أشكل عليه حتى يقف عليه، وعوّد لسانه "لا أدري" يكررها مرارًا في مجلس واحد وربما قالها فيما يدري، وربما حرّر مسألة أتمَّ تحريرٍ ثم يقول: إنما خرجتها فعليكم بمطالعتها في كذا وكذا (١)، وإذا تراخى من طلبته أحد أنشده:

ما هكذا يا سعدُ تورد الابل (٢)

أدرك شيخ الجماعة أبا مهدي بن علال وتلميذه أبا القاسم التازغدري والعكرمي وابن آملال وأبا راشد يعقوب الحلفاوي وأبا الحسن الأنفاسي والشيوخ المتقدمة وغيرهم، وكان ينشدر، مُحضًّا على الجد متمثلًا:

والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى يسير تقنع

ومات يطلب العلم وقد ناف على ثمانين، وأنشدني عن العكرمي عن ابن عرفة لنفسه:

صلاة وصوم ثم حج وعمرة ... عكوف طواف وائتمام تحتما

وفي غيرها كالطهر والوقف خيّرن ... فمن شاء فليقطع ومن شاء تمما

وكان مولعًا بالمصراع الرابع من قوله:

وقائلةٍ لِمْ عَرَتْكَ الهمومُ ... وأمرك ممتثلٌ في الأممْ


(١) توثيق بالإشارة إلى المصادر.
(٢) شطر بيت أوله: أوردها سعد وسعد مشتمل.

<<  <   >  >>