للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هوانُ الهوى عزٌّ وعذبٌ أجاجُهُ ... وعَلْقَمُهُ أحلى من المنٍّ والسَّلوى

وتعذيبُهُ للصبِّ عينُ نعيمِهِ ... وسعيُ اللواحي في السُّلوِّ من العدوى

ومن لم يَجُدْ النفسِ في حبِّ حبِّهِ ... فلوعتُهُ إفكٌ وصبوتُهُ دَعْوى

وليسَ بِحُرٍّ مَنْ تَعبَّدَهُ الهوى ... لِلَهْوِ الدَّنا فاخترْ لنفسكَ ما تهوى

فما الحبُّ إلا حبُّ ذي الطَّولِ والغنى ... وأملاكِهِ والأنبيا وأولي التَّقْوى

وخيرَةُ رُسُلِ اللَّه أفضلُ خلقِهِ ... محمدٌ الهادي الى جنَّةِ المأوى

وله أيضًا -قدس اللَّه روحه- من أخرى:

روحي وراحةُ روحي ثم ريحاني ... وجنتي من شرورِ الإنسِ والجانِ

ومأمنى وأماني من سعيرِ لظى ... ذكرُ المهيمنِ في سرٍّ وإعلان

ومدحُ أَحمدَ أحمى العالمين حِمًى ... [وذو] المقامِ الذي مَا قَامَهُ ثانِ

إلى أن قال:

هو السِّراجُ هو المَنْجي لمعتصمٍ .... هو المعاذُ وملجأ الخائفِ الجاني

يا رحمة اللَّه إني خائفٌ وجلٌ ... يا نعمةَ اللَّه إني مفلسٌ عاني

إلى غيرها من قصائده الكثيرة. وقد ذكرت كثيرًا من أحواله في غير هذا الموضع، بل عرّف به الشيخ ابن صعد في نحو كراسين من النجم الثاقب.

٢٨ - إبراهيم بن أحمد القاضي برهان الدين الأبوذري الأزهري المصري (١).

حفظ القرآن والعمدة ومختصر ابن الحاجب الفرعي، والرسالة وألفية ابن مالك، وغيرها. لازم الزين عبادة في الفقه وغيره، كالشهاب الصنهاجي، وأبي القاسم النويري فيه وفي العربية وغيرهما، وأخذ أيضًا عن الشهاب الأبدي، وأبي الفضل الشذالي، وحفر درس البساطي واستنابه، وكذا استنابه من بعده وصار من أعيان النواب، وحج مرارًا. ولد ثاني عشر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة ومات في سنة تسع وخمسين وثمانمائة.


(١) ترجمته في: شجرة النور الزكية ٢٥٦.

<<  <   >  >>