للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحكي قول اللخمي وغيره إلّا قولًا واحدًا في المذهب، كما يحكي قول من تقدّمه من الفقهاء قولًا في المذهب، وجوابهما معًا جيّد لكنّ الجوابَ الأولَ مبنيٌّ على سبيل التوقف والورع، والثاني على سبيل النظر، لأنه يرى إن (١) كان جوابًا مبنيًا على أصول المذهب وطريقه لأنه إنما أفتى على مذهبه فتصح إضافة هذه الأقوال إلى المذهب وتعد منه. توفي بتونس في عشر التسعين وستمائة.

٥٠ - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هشام القرشي أبو جعفر، يعرف بابن فركون قاضي الجماعة (٢).

قال ابن الخطيب في عائد الصلة: من صدور القضاة بالأندلس في الاطلاع بالمسائل ومعرفة الأحكام، كثير المطالعة والاجتهاد، مشاركًا في فنون من فقه وعربية وقراءة وفرائض، طيب النغمة حسن التلاوة، عظيم الوقار، فائق الأبهة، مسترسلًا عنان النادرة الحارة في مجالس الحكم وغيرها، فيغض منه بسببها من يحمل عليه، ولي قضاءَ رُنْدَة وغرناطة في أكمل جاه وحرمة، ذُكر أنه كان في صغره يقرأ على أبي عبد اللَّه بن سمعون، وكان صالحًا، فوجهه في حاجة في يوم مطر شديد فرجع بحاجته بعد عناء، فعاتبه أخوه الكبير فقال: صبي ضعيف يأتيك لفائدة تعرّضه في مصلحتك لهذه المشقة ما هذا من شيم الصالحين فقال له: دعه لا بد أن يكون قاضي الجماعة بغرناطة فقال: فتذكرت لما توليت صحة فراسته، ولد عام تسعة وأربعين وستمائة- اهـ.

وقال الحضرمي في فهرسته: شيخنا الجليل قاضي القضاة العدل النزيه العارف الصدر الشهير الفضائل، كان بقية الفقهاء المحصلين ذا نظر وبحث، نزيه النفس عالي الهمة، متسع الصدر حسن اللقاء، سهل الأخلاق مليح البادرة، ثاقب الذهن جيد النظر، حافظًا نكت الفقه عارفًا بالأحكام، صدرًا


(١) كذا، ولعلها: أنه كان. وفي عنوان الدراية: لأنه رأى أن كل جواب بني على أصول مذهب مالك وطريقته، فإنه من مذهبه.
(٢) ألف سنة من الوفيات، ص ١٨٤، تاريخ قضاة الأندلس ١٣٨ - ١٣٩، الكتيبة الكامنة ١٠١، الإحاطة ١/ ١٥٣ - ١٥٧.

<<  <   >  >>