للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسّه، فقال له الشيخ أبو زيد: أنا كنت ذلك الرجل الذي في القبة وأُمِرْتُ أن أخبرَك في ذلك المقام فلم تَقْدِرْ وها أنَا أمرت أن أخبرك به في عالم الحس، ثم أخبره بما طلب، قال ابن شاطر: كنت قاعدًا معه بمراكش فإذا رجل جاء إليه وقال له يا سيدي: توفى والدي وهو متهم (١) بالمال ولم يترك لي شيئًا، وقيل لي: ماله مدفون بداره فنحب (٢) خاطرك معي لوجه اللَّه تعالى، فنظر الشيخ برهة في نفسه فقال للرجل: صوِّر لي صورة الدار في الرمل، فصوَّرَها ثم أمره أن يزيل صورتها فأزالها، فأمره بإعادتها ثانيًا ففعل، ثم هكذا ثلاثًا. فقال له: إنّ مالك في هذا الموضع منها، فانصرف الرجل وبحث في الموضع فوجد به المال كما ذكر.

ويذكر أن السلطان أبا سعيد المريني سأله عن زمن موته فأجابه أن موته عند اشتغاله ببناء موضع في قبلة تازا فكان كذلك. وأخباره في هذا المعنى كثيرة.

قرأ القرآن بمراكش على أبي عبد اللَّه بن يسر (٣)، والعربية على القاضي الشريف محمد بن علي بن يحيى، قرأ عليه بعض الكتب (٤) ولازمه وذاكره مسائل من كتاب الأركان لأوقليوس (٥)، وقرأ جميع كتاب سيبويه، والكراسة (٦) على أبي إسحاق الصنهاجي العطار، وأخذ العرض (٧) والفرائض على أبي بكر القلاوسي، وأخذ الحديث عن أبي عبد اللَّه وأخيه، ولقي محمد بن عبد اللَّه، قرأ عليه الموطأ وعروض ابن السقاط، وتأدّب به في عقود الوثائق، وانتفع به كثيرًا وتفقه على أبي عمران موسى الزناتي قرأ عليه شرحه على الموطأ، وعلى أبي


(١) كذا. ولعلها: مهتم.
(٢) كذا!
(٣) في جذوة الإقتباس: أبو عبد اللَّه بن مبشر.
(٤) في الجذوة: بعض الكتاب. ولعله كتاب سيبويه.
(٥) لاقليدس. كذا في الجذوة.
(٦) يعني كراسة الجزولي.
(٧) الصواب: العروض. كما في الجذوة.

<<  <   >  >>